الإعلان بالجزائر العاصمة عن المبادرة البرازيلية لمساعدة اللاجئين الصحراويين

الإعلان بالجزائر العاصمة عن المبادرة البرازيلية لمساعدة اللاجئين الصحراويين

الجزائر – نظمت سفارة البرازيل في الجزائر, اليوم الإثنين, حفل اعلان عن المبادرة الانسانية البرازيلية لمساعدة اللاجئين الصحراويين في إطار خطة الاستجابة لاحتياجات اللاجئين الصحراويين لفترة 2024/2025 التي اطلقتها الامم المتحدة مؤخرا لصالح الشعب الصحراوي.

 وذكر المكلف بالأعمال بالسفارة, موريتشو الفاس دا كوستا, في كلمة القاها بالمناسبة, أن هذه المبادرة جاءت “استجابة لاحتياجات اللاجئين الصحراويين في المخيمات لسنة 2023 حيث قررت الحكومة البرازيلية تقديم المساعدات، بمشاركة الحكومة الى جانب المجتمع المدني البرازيلي و الشركات التابعة للقطاع الخاص”.

 وكشف الدبلوماسي البرازيلي أن بلاده قررت المساهمة في مجال المياه و الصرف الصحي والنظافة “التبرع ب65 جهازا لتنقية المياه لفائدة مخيمات اللاجئين من أجل تحسين الحصول على مياه الشرب خاصة في المدارس, كما تعتزم التبرع ب65 لوحة شمسية و 65 بطارية ثابتة لجعل المعدات أكثر كفاءة وتوفير استقلالية التشغيل على أساس الطاقة المتجددة”.

أما فيما يخص التغذية, لفت السيد دا كوستا الى أن “البرازيل رفعت من مساهمتها في برنامج التغذية العالمي ب 20 بالمائة في عام 2023 , مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجة الى تحسين الوضع الغذائي لجميع اللاجئين الصحراويين بهدف التقليص من معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات المرتبطة بسوء التغذية”, ولهذا الغرض, كما قال, عمدت “الحكومة البرازيلية على تشجيع القطاع الخاص للمساهمة في هذه المبادرة”.

ويساهم القطاع الخاص, حسب نفس المسؤول, بتوفير كميات من الأرز و اللحوم والمواد الغذائية لفائدة اللاجئين الصحراويين للتخفيف من الاحتياجات الواردة في خطة الاستجابة.


اقرأ أيضا :  جبهة البوليساريو تطالب الأمم المتحدة بالتعجيل في استكمال تصفية الاستعمار المغربي من الصحراء الغربية


وحسب المسؤول البرازيلي فان “هذه المساعدات الانسانية للاجئين الصحراويين هي تكملة للممارسة التي اعتمدتها البرازيل منذ سنوات ولا تشكل علامة على تغيير في سياستها فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية”, موضحا أن “موقف البرازيل يتمثل في السعي الى ايجاد حل عادل وسلمي ومقبول للطرفين (المغرب والصحراء الغربية) وفقا لقرارات الامم المتحدة بشأن قضية الصحراء الغربية”.

 

 اشادة أممية بدور الجزائر “المثالي” في التكفل باللاجئين الصحراويين

 

من جهته, أشاد اليخاندرو الفاريز, المنسق المقيم للأمم المتحدة في الجزائر, بالدور “المثالي” الذي تلعبه الجزائر منذ 1975 من أجل توفير كل الظروف الجيدة للاجئين الصحراويين, في مجالات الصحة والتعليم وتوفير المرافق الضرورية لتنقلهم وهذا لفائدة أجيال متعاقبة من اللاجئين الصحراويين, مضيفا أن التكفل الجيد الذي أظهرته الجزائر اتجاه اللاجئين الصحراويين قدم للجميع “دروسا في المعنى الحقيقي للتضامن بين الشعوب”.

كما نوه المسؤول الأممي بالتسهيلات التي وفرتها الجزائر والتي أكدت عليها كل وكالات الامم المتحدة لضمان نقل وتوزيع المساعدات والامدادات الانسانية “بشكل جيد” بدء من الموانئ لايصالها الى مخيمات اللاجئين الصحراويين وهي العمليات التي تجري بشكل منتظم مع المكتب الأوروبي للمساعدات الإنسانية.

وحسب السيد الفاريز, فان “جهود الجزائر وحدها لا تكفي, فإننا اليوم بحاجة الى تضافر جهود المزيد من الداعمين الدوليين وهو ما أبدته اليوم الحكومة البرازيلية من خلال هذه المبادرة”.

من جهته, أكد المدير العام للعلاقات المتعددة الاطراف بالنيابة بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, السيد عبد الغني مرابط, أن هذا المبادرة “تأتي في ظل التوترات والصراعات التي يشهدها العالم والتي فاقمت من أزمتي الطاقة والغذاء اللتان أثرتا بشدة على برنامج المساعدات الانسانية المخصصة للاجئين الصحراويين لا سيما من خلال تخفيض الاموال المخصصة لهم بشكل كبير”, فأضحت الاستجابة لحاجياتهم, كما قال, “محدودة للغاية”.

وذكر المتحدث بأن هذه المبادرة التي تندرج في إطار تنفيذ خطة الاستجابة التي اطلقتها الامم المتحدة لصالح الشعب الصحراوي, تعد الاولى من نوعها التي اطلقتها الامم المتحدة منذ وصول اللاجئين الى المخيمات سنة 1975.

وأضاف السيد مرابط أن هذه الخطة تأتي لتؤكد أن “احتياجات اللاجئين لا زالت غير ملبية وأن نقص تمويل البرامج الغذائية المخصصة لهم أصبح وللأسف الشديد مزمنا”, وهو ما ينعكس, كما أضاف “على أرض الواقع من خلال تخفيض المساعدات الانسانية والحصص الغذائية لا سيما تلك التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي والتي تصل الى 30 بالمائة”.

واعتبر المسؤول في الوزارة أنه من شأن هذه المبادرة البرازيلية أن تسلط الضوء على “هشاشة وضعية الصحراويين لإثبات شفافية العمليات الانسانية المجسدة بالتعاون مع الجميع”.

وشدد في الاخير على ان “الجزائر لن تدخر أي جهد من أجل حشد كافة الامكانيات المادية والمالية لمساعدة اللاجئين القادمين من اقليم الصحراء الغربية غير المتمتع بالحكم الذاتي”, مبرزا أن “السبيل الوحيد للاستجابة المستدامة لاحتياجاتهم يكمن في عودتهم الى الصحراء الغربية بكامل حريتهم في اطار التنفيذ الكامل لخطة السلام الاممية والتي تضمن لهم ممارسة حقهم بكل حرية في تقرير المصير وهو الهدف الاسمى الذي يستدعي تضافر جهود الشركاء لتحقيقه”.