“الأوراس والزيبان” حاضرة تاريخها حافل عبر العصور جديرة بالبحث والتنقيب

باتنة- أكد مختصون وباحثون في علوم التاريخ والآثار والحضارات القديمة وأيضا في الثقافة والفنون مساء يوم الأربعاء بباتنة في إفتتاح الملتقى الدولي حول التراث في منطقة الأوراس والزيبان أن هذه المنطقة من الجزائر التي كانت عبارة عن إمتداد واحد “حاضرة تاريخها حافل عبر العصور ولم تكشف بعد عن كل أسرارها لذلك هي جديرة بالبحث والتنقيب”.

و سلط ذات المتدخلين في الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة التي ستدوم يومين بقاعة المحاضرات الكبرى لجامعة باتنة-1 على “الدور الحضاري الكبير الذي لعبته هذه المنطقة بفعل تعاقب الحضارات عليها منذ فجر التاريخ” مذكرين بالشواهد والآثار التي مازالت شاهدة لحد الآن على تلك الحقبة سواء من حيث المعالم الأثرية أو المخطوطات أو الأبحاث التاريخية والأثرية.

و تطرق في هذا السياق الدكتور عزيز طارق ساحد من جامعة الجزائر-2 لمساهمة المعالم الجنائزية لفترة فجر التاريخ في معرفة التعمير البشري بمنطقة واد التل ببسكرة، فيما قدم الأستاذ المحاضر بجامعة تيزي وزو الدكتور عز الدين صديقي مداخلة وصف فيها آثار المعابد الرومانية بموقع تيمقاد الأثري بباتنة.

فيما ركز الدكتور جمال مسرحي من قسم التاريخ والآثار بجامعة باتنة-1 في مداخلته حول بعض المعالم التاريخية في الأوراس أثناء الفترة الرومانية على نقائش تيغانيمين وآريس ولاماصبا (مروانة حاليا) كنموذج لإبراز أهمية هذه المعالم التاريخية والأثرية ودورها في التأريخ لمنطقة الأوراس.

و يأتي تنظيم هذا الملتقى -وفق رئيسه الدكتور مصطفى سالم- إحياء لشهر التراث (18 أبريل-18 مايو) وذلك بمبادرة من طرف مخبر دراسات في التاريخ والثقافة والمجتمع التابع لقسم التاريخ والآثار بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة باتنة-1 بالتنسيق مع مديرية الثقافة والفنون.

و تهدف التظاهرة -حسب ذات المصدر- إلى إبراز الدراسات في مجال التراث الأثري والاستفادة من نتائجها والتعريف بتراث المنطقة وتثمينه إلى جانب ربط الجامعة بالمحيط الثقافي والسياحي.

و يناقش الملتقى الذي يشارك فيه باحثون من مختلف جامعات الوطن وأيضا مختصون عن طريق تقنية التحاضر عن بعد من مصر والعراق وتونس عدة محاور منها المعالم التاريخية والمواقع الأثرية في المواقع المحمية وغير المحمية والفنون التطبيقية (الزليج والفخار والخزف والنسيج والكتابة) والعمارة المحلية بالمنطقة إلى جانب تثمين التراث في التنمية المستدامة.

و تتخلل أشغال الملتقى الذي استقطب في افتتاحه حضورا لافتا للطلبة والمختصين لاسيما في ميدان الآثار, ورشات تتناول بالدراسة والمناقشة أهم محاور الملتقى.