الألعاب الأولمبية: بذهبيتين و برونزية واحدة، الجزائر تعادل حصيلتها التاريخية لأولمبياد-1996 بأتلانتا

الألعاب الأولمبية: بذهبيتين و برونزية واحدة، الجزائر تعادل حصيلتها التاريخية لأولمبياد-1996 بأتلانتا

باريس- أنهت الجزائر مشاركتها في الألعاب الأولمبية-2024 بباريس برصيد ثلاث ميداليات (ذهبيتان و برونزية واحدة), معادلة بذلك أنجازها التاريخي المسجل في أولمبياد أتلانتا عام 1996.

وبمشاركتها في الألعاب الأولمبية الصيفية-2024 بباريس, بوفد يضم 46 رياضيا (27 رجال- 19 سيدة) في 15 اختصاصا رياضيا, أظهرت الجزائر تنوع وتنافس رياضييها في مختلف المنافسات انطلاقا بألعاب القوى والجمباز, مرورا بالملاكمة و الجودو و الرياضات المائية (تجديف, كانو-كاياك). رغم أن الجميع لم يوفق في بلوغ “البوديوم”, لكن المجهود الجماعي و الإنجازات الفردية تؤكد التحسن الذي طرأ على الرياضة الجزائرية.

و في تصريح ل /وأج, اعتبر رئيس الوفد الجزائري, خير الدين برباري بأن الجزائر “تألقت على الساحة الأولمبية بفضل إنجازات كايليا نمور و إيمان خليف و جمال سجاتي, الذين أسمعوا النشيد الوطني “قسما” في قاعات باريس.

و قال برباري: “لقد بلغنا أهدفنا بحصد 3 ميداليات (ذهبيتان و برونزية) في باريس. هذا الإنجاز التاريخي يعادل ما تحقق في أتلانتا عام 1996 بفضل تألق رياضيينا ودعم الدولة التي كانت دوما ترافق أبطالنا من خلال وضع كل الإمكانيات الضرورية لتحقيق أفضل التحضيرات”.

و أضاف رئيس الوفد قائلا:” على الشعب الجزائري أن يكون فخورا برياضييه المتألقين خلال هذه الألعاب خاصة بعد الإخفاق المسجل في النسخة الأخيرة لألعاب طوكيو-2020. أعتقد أن هذه المشاركة التاريخية ستعطي دفعا قويا للرياضة الوطنية تحسبا للاستحقاقات القادمة من بينها أولمبياد-2028 بلوس أنجلس بالولايات المتحدة الأمريكية”.

 

 كايليا نمور و إيمان خليف من ذهب، و الرياضة النسوية في الموعد 

 

لقد كانت الجمبازية الشابة كايليا نمور من بين أهم اكتشافات اولمبياد-2024 بافتكاكها لميدالية من المعدن النفيس في العارضتين غير المتوازيتين. ففي سن 17 سنة فقط, أبهرت كايليا العالم بإنجاز عظيم يجمع بين الأناقة والأداء الفني و القوة. هذا الفوز التاريخي يمنح أول ميدالية أولمبية للجزائر في رياضة الجمباز, و يضع نمور من بين أفضل الجمبازيات في العالم.

و في الملاكمة, أكدت الجزائرية إيمان خليف علو كعبها ووضعيتها كبطلة عملاقة بنيلها ذهبية وزن (66 كلغ). فبعد مشوار دون خطأ, سيطرت خليف على وقائع المنازلة النهائية بعزيمة فولاذية, لتصبح أول جزائرية تفتك ميدالية ذهبية أولمبية في الملاكمة النسوية. ويعكس انتصارها تقدم الرياضة النسوية في الجزائر و يلهم جيلا جديدا من الملاكمات.

و عادت الميدالية الجزائرية الثالثة لجمال سجاتي الذي حصد برونزية في سباق 800 متر, في سباق شديد التنافس, أظهر فيه سجاتي قوته و إصراره في الصعود على البوديوم الاولمبي, مؤكدا مكانته من بين أحسن العدائيين العالميين في اختصاص السباقات نصف الطويلة.


اقرأ أيضا:    الألعاب الأولمبية/ألعاب القوى (نهائي-800 متر): بعد إنتزاعه للبرونزية، سجاتي يرفع حصيلة الجزائر إلى ثلاث ميداليات


و سمحت الميداليات الثلاثة للجزائر, احتلال المركز الـ38 في الترتيب العام المؤقت, وهي نتيجة باهرة تعادل أنجاز أولمبياد-1996 بأتلانتا, حيث حصدت الجزائر آنذاك ذهبيتين و برونزية واحدة.

و يؤكد أنجاز باريس-2024 الطاقة الهائلة التي تتوفر عليها الرياضة الجزائرية ونوعية تحضير الرياضيين. وبفضل هذا التألق الباهر, تعتزم اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية تدعيم أكثر التأطير و الهياكل الرياضية تحسبا للاستحقاقات الدولية المقبلة, واضعة نصب عينيها أولمبياد-2028 بلوس أنجلس.

وفي هذا الإطار, أوضح برباري بأن عملية التنقيب عن المواهب الشابة سيتم الشروع فيه من بداية الموسم الرياضي الجديد بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة و الاتحاديات الرياضية الوطنية.

و ختم حديثه يقول “الجزائر خزان كبير للمواهب الصاعدة. سنسطر برنامجا كفيلا بالتنقيب على أحسنها و وضعها في أفضل لظروف استعدادا لأولمبياد لوس-أنجلس القادم”.

فإنجازات نمور و خليف و سجاتي تقوي شعور الفخر الوطني و الوحدة حول قيم الرياضية حيث ستبقى منقوشة في الذاكرة و تلهم الأجيال القادمة.