الأعمال الأدبية و المسرحية لكاتب ياسين تحمل قيما إنسانية متعددة الجوانب

و أوضح مدير الثقافة و الفنون لولاية قالمة, بوجمعة بن عميروش, خلال إشرافه على افتتاح التظاهرة التي ستستمر إلى 29 أكتوبر الجاري حول موضوع “التناص، الحضور الاجتماعي والمحادثة في أعمال كاتب ياسين”, بأن هذه الطبعة تتزامن مع إحياء الجزائر لذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة مما يجعله “فرصة لاستحضار ما تحمله مؤلفات الكاتب من قيم وطنية”, مبرزا بأن الوزارة الوصية قدمت الدعم اللازم لإنجاح الملتقى الذي يعود بعد سنتين من الغياب بسبب جائحة كورونا.

من جهته, ذكر الأستاذ منصور مهني من جامعة المنار بتونس وهو رئيس المجلس العلمي للمنتدى الدولي “كاتب ياسين”, بأن هذا اللقاء العلمي الدولي الذي تشرف على تنظيمه سنويا جمعية ترقية السياحة والتنشيط الثقافي لولاية قالمة تحول منذ 2014 من مجرد ندوة محلية إلى منارة علمية ذات بعد دولي, موضحا بأن الأعمال الفنية للكاتب الروائية أو المسرحية منها “تحمل قيما إنسانية يمكنها أن تحول العالم كله إلى فضاء للعيش المشترك في ظل السلم والأمن من دون اضطهاد ولا قهر ولا ظلم وتجسد معنى التعلق بالأرض والوطن والهوية”.

و دعا المتحدث نفسه الجامعة الجزائرية إلى الانخراط في مسعى تطوير المنتدى الدولي كاتب ياسين وإثراء مخرجاته وتجسيد فكرة تأسيس مركز للدراسات والبحوث بما يتناسب مع القيمة العالمية التي تمثلها تلك الشخصية الأدبية الجزائرية, معبرا في نفس الوقت عن أمله في عودة الجائزة الدولية الأدبية كاتب ياسين التي كان له شرف الحصول على المرتبة الأولى فيها سنة 2014 وهي المسابقة التي قال عنها بأنها ” كان لها وقع دولي من أوروبا وأفريقيا وأمريكا”.

و قدم المتدخل نفسه أيضا مداخلة بعنوان “نجمة حبيبتي”, أبرز خلالها البعد الكبير الذي أولاه كاتب ياسين للحوار والمحادثة بين شخصيات روايته التي كان فيها البطل مقطعا بين الحب في كل معانيه للوطن والعائلة والحبيبة وفي نفس الوقت يعاني مآسي الدراما التي تصنعها ويلات الحرب.

من جهتها, قدمت الأستاذة جليلة دشاش الباحثة في علم الاجتماع والمكلفة بمشروع المسرح الحي بمنطقة باريس بفرنسا, مداخلة حملت عنوان “كاتب يسين الهوية والحداثة” اعتبرت فيها بأن كتاب ذلك المؤلف الذي يحمل عنوان “المضلع النجمي” يلخص رؤيته متعددة الجوانب, مبرزة بأن كل زاوية من زوايا المضلع الثمانية توجه القارئ إلى بعد معين سواء في الجانب الفكري أو السياسي أو الثقافي أو الوطني أو الاجتماعي والفلسفي.

و ذكرت المتدخلة نفسها بأن البيئة الاجتماعية لكاتب ياسين واللقاءات الكثيرة التي جمعته مع مختلف الطبقات الاجتماعية من أبسطها إلى غاية لقاءاته بقامات أدبية عالمية صبغت كافة أعماله الأدبية والمسرحية والتي نالت شهرة عالمية على غرار رواية نجمة, مبرزة بأن كاتب ياسين تعرف على بطولات الأمير عبد القادر مثلا من خلال حكايات أمه “التي كانت تسمى العالمة” كما اطلع على كتابات ابن خلدون و وظف بطولات “البطلة الكاهنة” في أعماله المسرحية.

و يتضمن البرنامج الخاص بالطبعة التاسعة تقديم 27 محاضرة من بينها 12 لمتدخلين أجانب لباحثين ومختصين من هيئات جامعية و مراكز مختصة من دول فرنسا وتونس وإيطاليا إضافة إلى أساتذة من عدة جامعات جزائرية زيادة على تقديم فيلم حول حياة كاتب يسين تم إعداده من طرف مؤسسة إعلامية أجنبية حسبما أكده لوأج علي عباسي, رئيس جمعية ترقية السياحة والتنشيط الثقافي لولاية قالمة, مضيفا بأن البرنامج يتضمن أيضا جانبا سياحيا لفائدة المشاركين لعدة معالم سياحية بالولاية.