اكتظاظ وطوابير بمكاتب البريد لغياب السيولة المالية - الجزائر

اكتظاظ وطوابير بمكاتب البريد لغياب السيولة المالية

يشتكي زبائن بريد الجزائر منذ أيام من غياب السيولة النقدية في العديد من مكاتب البريد على المستوى الوطني، واتساع هذا المشكل إلى أغلب ولايات الوطن، بعد الشروع في تسديد منحة التضامن الخاصة بفيروس كورونا وتخليص رواتب شهر جوان للعديد من القطاعات.

عبّر العديد من زبائن بريد الجزائر عن امتعاضهم من استمرار أزمة السيولة النقدية بمكاتب البريد واستحالة سحب أموالهم عدة أيام، نظرا للطوابير الكبيرة أمام الشبابيك أو لغلقها بحجة عدم التموين اليومي لهذه المكاتب البريدية من البنك المركزي. وأشار عدد من المواطنين إلى أنهم ملوا، في ظل تفشي وباء فيروس كورونا، من التنقل بين مكاتب البريد بحثا عن السيولة المالية لسحب النقود من حساباتهم البريدية الجارية، وضرورة التنقل حتى إلى ولايات مجاورة من أجل الحصول على أموالهم بعدما جفت الموزعات الآلية من النقود وأعلنت عدة شبابيك بريدية عن غياب الأموال.

والملاحظ أن هذه الأزمة المالية ازدادت حدة مع مرور الأيام بعد الشروع في تسديد منحة التضامن للمواطنين المتضررين من جائحة كورونا والمقدرة بمبلغ 10 آلاف دينار شهريا، وكذا تخليص رواتب شهر جوان للعديد من القطاعات المدنية والعسكرية من بينها قطاعات التربية والصحة والتعليم العالي، في انتظار الشروع في تسديد معاشات المتقاعدين بالزيادات الجديدة بداية من العشرين جوان الجاري، وهو ما سيضاعف من الأزمة في حال عدم إيجاد حلول سريعة لها. وأرجع بعض قباض البريد هذه الأزمة إلى نقص السيولة لدى بنك الجزائر وخفضه لعمليات التموين التي باتت أسبوعية وبكميات محدودة، بعد تراجع عمليات التحويل المالي من طرف التجار ومسيري المؤسسات الاقتصادية في الحسابات البريدية والبنكية بسبب توقف النشاطات التجارية والاقتصادية إثر جائحة كورونا، مؤكدين انفراج الأزمة في الأيام المقبلة بعد إعادة بعث العديد من النشاطات وعودة العمال إلى مناصب عملهم بعد رفع الحجر الصحي المنزلي وإلغاء العطل الاستثنائية.

وقد عاش مواطنو عدة بلديات ببشار هذه الأزمة للأسبوع الثاني، ما خلق حالة واسعة من التذمر وسط المواطنين الذين حرمتهم الأزمة من التصرف في رواتبهم الشهرية ومستحقاتهم المالية، رغم الاستعانة بمحطات نفطال لضخ المداخيل بمكاتب البريد، غير أنها لم تسد العجز وسفر بعض المواطنين إلى مكاتب المناطق النائية التي يقل فيها الضغط، غير أن العدوى أصابت هذه المكاتب، ما انجر عنه اكتظاظ وطوابير بمختلف مراكز البريد بالولاية وحدوث شجار بين الزبائن، مع تذمر القباض وأعوان الشبابيك من حالة الفوضى وتحول مكاتبهم إلى جحيم يومي، كما تنتظر مكاتب البريد لاسيما بالجنوب، تطبيق التوقيت الصيفي بعد تعديل مواقيت الحجر الصحي الجزئي في 29 ولاية وتأخر المؤسسة في الإعلان عنه مقارنة بالإدارات والمؤسسات العمومية التي شرعت في تطبيقه، أول أمس، بداية من الساعة السابعة صباحا واكتشاف مكاتب البريد مغلقة.