اغتيال سليماني: ايران ترد بقصف قاعدتين أمريكيتين في العراق وتضارب الأنباء بشأن الخسائر - الجزائر

اغتيال سليماني: ايران ترد بقصف قاعدتين أمريكيتين في العراق وتضارب الأنباء بشأن الخسائر

اغتيال سليماني: ايران ترد بقصف قاعدتين أمريكيتين في العراق وتضارب الأنباء بشأن الخسائر

الجزائر – لازالت لغة التصعيد تطبع المشهد العام في منطقة الشرق الاوسط, حيث أقدمت ايران الليلة الماضية على قصف مواقع عسكرية أمريكية في العراق, ردا على مقتل قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الايراني مؤخرا في قصف أمريكي استهدف موكبه قرب العاصمة العراقية.

وقد أكدت ايران أنها شنت ليلة الثلاثاء الى الاربعاء هجوما صاروخيا على قاعدة /عين الأسد/ العسكرية الأمريكية في محافظة الأنبار العراقية ردا على الاغتيال الامريكي الجمعة الماضية قرب مطار بغداد للقائد العسكري الايراني اللواء قاسم سليماني “مهندس الهزائم الاستراتيجية لأمريكا في المنطقة خلال العقود الماضية”, بحسب طهران.

وقال الحرس الثوري الايراني في بيان اليوم إنه “أطلق عشرات الصواريخ على قاعدة عين الأسد” غربي العراق التي تضم قوات أميركية في إطار عملية حملت اسم “قاسم سليماني” قائد “فيلق القدس”, موضحا أنه جرى استخدام صواريخ “قيام – ذو الفقار” الباليستية “المصممة لضرب قواعد أميركية”.

ووصف الحرس الثوري العملية ب”الناجحة”, دون أن يوضح ما اذا كان القصف خلف خسائر بشرية أو مادية.

ويأتي القصف الايراني في اطار مسعى طهران للضغط على الادارة الامريكية من أجل سحب قواتها من منطقتي الشرق الاوسط والخليج محملا اياها مسؤولية التوترات الحاصلة في المنطقة.


اقرأ أيضا:       العراق: إيران تطلق 12 صاروخا على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين


وبعدما أكد وزير الخارجية الايراني أمس بأن أيام الولايات المتحدة في الشرق الأوسط “أصبحت معدودة” وأن القوات الامريكية “غير مرحب بها “في المنطقة جدد الحرس الثوري في بيانه اليوم, مطلب طهران المتمثل في “انسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل من العراق”, محذرا في الوقت ذاته من أنه “سيتم استهداف أي دولة تسمح باستخدام القوات الامريكية و حلفائها أعمال عدائية وعدوانية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية “.

كما حث الحرس الثوري الإيراني, الشعب الأمريكي أن يدعو إلى خروج القوات الأمريكية من المنطقة “من أجل منع وقوع المزيد من الخسائر وعدم السماح لواشنطن بتهديد حياة القوات الأمريكية للخطر أكثر من ذلك”.

وجاءت الهجمات الإيرانية بعد ثلاثة أيام من موافقة البرلمان العراقي على قرار يطالب الحكومة بإنهاء وجود القوات الأجنبية في العراق ومنعها من استخدام الأجواء والمياه العراقية لضرب أهداف أجنبية.

من جهتها أقرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن إيران أطلقت أكثر من 12 صاروخا باليستيا على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق واستهدفت قاعدتين عسكريتين في عين الأسد وأربيل.

 

== طهران تتحدث عن اجراءات دفاعية و لا تسعى للتصعيد ==

 

وفي اشارة منها بأنها لا ترغب في تصعيد الوضع المتوتر أصلا في المنطقة منذ أشهر, على خلفية النزاعات القائمة في المنطقة و تبادل الاتهامات بين واشنطن وطهران بالضلوع فيها, فضلا عن الملف النووي لطهران الذي يثر مخاوف الدول الغربية و الادارة الامريكية بشكل خاص بالرغم من تأكيد طهران على سلمية برنامجها النووي, أكد وزير الخارجية الإيراني, محمد جواد ظريف, اليوم أن طهران باستهدافها لمواقع عسكرية أمريكية في العراق انما “اتخذت واستكملت إجراءات متكافئة في إطار الدفاع عن النفس من خلال استهداف القاعدة التي شنت منها هجمات جبانة ضد مواطنينا وضباطنا الرفيعي المستوى”.

واضاف ظريف أن بلاده “لا تسعى الى التصعيد أو الحرب لكننا سندافع عن أنفسنا ضد أي عدوان و سنكتفي بهذا الرد الانتقامي المتكافئ”.

كما أبلغت الحكومة الإيرانية اليوم الأربعاء مجلس الأمن الدولي في رسالة وجهتها له و للأمين العام للأمم المتحدة, انطونيو غوتيريس, “عدم سعي طهران وراء إشعال حرب في المنطقة, وإنما توجه تحذيرا حيال جميع أشكال المغامرات العسكرية المحتملة ضدها”.

وتعد قاعدة /عين الأسد/, التي كانت تسمي سابقا “القادسية” , ثاني أكبر قاعدة جوية في العراق وتضم أكبر عدد من القوات الأمريكية في العراق إلى جانب قوات أخرى من أعضاء التحالف.

 

== واشنطن تقلل من شأن الضربات الايرانية و تضارب في الانباء بشأن الخسائر ==

 

و تضاربت الانباء بشأن الخسائر التي تكون الهجمات الايرانية قد أحدثتها على القاعدتين العسكريتين الامريكيتين اللتين تستضيفان قوات أمريكية وقوات التحالف في عين الأسد وأربيل, فيما قللت الادارة الامريكية من شأن القصف الايراني.

فقد هون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الهجمات الصاروخية الإيرانية, مؤكدا على “قوة” جيش بلاده. وقال في تغريدة بعد ساعات من القصف الصاروخي الإيراني “كل شيء علي ما يرام! هناك صواريخ أطلقت من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق. حتى الآن الأمور جيدة للغاية!” مؤكدا أنه سوف يدلى ببيان في وقت لاحق.

وأشارت وزارة الدفاع الامريكية إلى أن “القواعد وضعت في حالة تأهب قصوى على خلفية مؤشرات كانت تشير إلى تخطيط إيران لمهاجمة قوات ومصالح أمريكية في المنطقة”.


اقرأ أيضا:      مقتل قاسم سليماني: تهديدات أمريكية إيرانية متبادلة ودعوات دولية لضبط النفس و تجنب التصعيد


أما بخصوص الخسائر البشرية والاضرار التي يكون القصف الايراني قد خلفها, فقد تباينت الانباء حولها. ففي حين أورد التلفزيون الإيراني حصيلة أولية للخسائر المفترضة بصفوف الأميركيين مفادها مقتل ثمانين عسكريا أمريكيا, قال الحرس الثوري إنه “سيعلن في وقت لاحق اليوم حصيلة للخسائر الأميركية سواء في الأرواح والعتاد”.

أما وسائل الإعلام الأمريكية فقد نقلت عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم قولهم أنه “لا توجد تقارير أولية عن وقوع خسائر بين القوات الأمريكية”, بينما كتب الرئيس ترامب في تغريدة على موقع /تويتر/ إن “تقييم الخسائر والأضرار جار الآن”.

من جهتها أفادت خلية الإعلام الأمني العراقية أنه لم تسجل في صفوف القوات العراقية جراء استهداف القوات الأمريكية في العراق وهو ما ذهبت اليه وزارة داخلية إقليم كردستان العراق, مشيرة الى أنه لم تسجل إصابات في القصف الصاروخي على أربيل.