استهداف القطاع الصحي في غزة.. هدف للاحتلال الصهيوني في تنفيذ حرب الإبادة الجماعية

استهداف القطاع الصحي في غزة.. هدف للاحتلال الصهيوني في تنفيذ حرب الإبادة الجماعية

الجزائر – تواصل قوات الاحتلال الصهيوني بعد مرور سنة على حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة, استهداف المرافق والمنشآت الصحية وكذا العاملين بها, حيث أصبح تدمير المنظومة الصحية الفلسطينية هدفا استراتيجيا لمنظومة الاحتلال التي عملت على تحقيقه منذ الأيام الأولى من عدوانها بحق الشعب الفلسطيني.

وعمد الكيان الصهيوني على استهداف القطاع الصحي في كامل غزة بشكل ممنهج, استهله بمحاصرة المستشفيات وإلقاء الأوامر بإخلائها إلى غاية تحويلها إلى ثكنات عسكرية وإحراقها وتدميرها وقتل واعتقال كوادرها الطبية وكذا دفن المرضى وهم أحياء داخل ساحاتها التي حولها إلى مقابر جماعية قدر عددها بسبع مقابر تم انتشال منها أكثر من 520 شهيدا.

وكشف المتحدث باسم مستشفى “شهداء الأقصى”, الدكتور خليل الدقران, في تصريح لوأج, أن “عدد الكوادر الطبية الذين استشهدوا منذ بداية الحرب الصهيونية على قطاع غزة في السابع أكتوبر من السنة الماضية, يقدر ب 886 شهيدا, كما تم اعتقال 310 عامل من القطاع الصحي بما فيهم أطباء”.


إقرأ أيضا:  العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 41 ألفا و


وأخرج الاحتلال, حسب ذات المتحدث, “34 مستشفى و 80 مركزا طبيا عن الخدمة, كما استهدف 162 مؤسسة صحية و 246 سيارة إسعاف”, مضيفا أن جيش الاحتلال “منذ أشهر من إغلاقه جميع المعابر, يمنع خروج 12 ألف جريح و3 آلاف مريض للعلاج خارج قطاع غزة”.

وأشار ذات المسؤول إلى أنه نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على غزة, يواجه أكثر من 10 آلاف مريض مصاب بداء السرطان خطر الموت. كما أصيب أكثر من 1.737.524 مواطن فلسطيني بأمراض معدية بسبب النزوح و71.338 حالة عدوى بالتهاب الكبد الوبائي ويفتقر أكثر من 350 ألف مصاب بأمراض مزمنة للرعاية الطبية نتيجة انعدام الأدوية.

ولفت الدقران إلى أن 3500 طفل معرض للموت جراء سوء التغذية واستشهد 36 رضيعا بسبب المجاعة التي تفتك بشمال القطاع في ظل انعدام وصول المساعدات, هذا ناهيك عن الأمراض الجلدية المعدية التي تصيب الأطفال بالدرجة الأولى نتيجة الاكتظاظ داخل مراكز اللجوء وكذا انعدام الرعاية الصحية والنظافة.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من توقف المولدات الكهربائية التي تزود المرافق الصحية بالطاقة في غضون 10 أيام المقبلة نتيجة لعدم توفر الزيوت وقطع الغيار الخاصة بها, وهو ما يشكل خطرا كبيرا على حياة المرضى, لا سيما في الأقسام الحساسة كأقسام العمليات والعناية المركزة وحضانات الأطفال.


إقرأ أيضا:  حوالي 17 ألف طفلا في غزة فقدوا عائلاتهم بشكل كامل


وجددت وزارة الصحة مناشداتها المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الإنسانية والصحية و بعثت برسائل عاجلة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية, مطالبة بزيادة الضغط على الاحتلال لوقف العدوان فورا وفتح المعابر لإدخال مختلف أشكال الدعم الصحي والسماح بخروج مئات المرضى والجرحى الذين يعانون من حالات صحية حرجة.

وبعد مرور سنة على العدوان الصهيوني على قطاع غزة, دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن انتشار الأمراض في القطاع, واصفة الوضع الوبائي بـ”المزري”.

وقالت مارغريت هاريس, المتحدثة باسم المنظمة, إن آخر إحصائية لانتشار الأمراض في قطاع غزة سجلت 814 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي في ملاجئ النازحين, و451 ألفا و800 حالة إسهال, و100 ألف حالة “قمل وجرب”, و60 ألف حالة طفح جلدي, و11 ألف حالة جدري الماء, و780 حالة إسهال دموى, إضافة إلى 70 ألف حالة يرقان, ويفترض أنها التهاب الكبد الوبائي “أ”, وتم اكتشافها بعد عينات إيجابية.

وأضافت المنظمة أن نحو 350 ألف شخص يعانون من الإصابة بالأمراض المزمنة في قطاع غزة, وهم يعانون بشكل حاد من نقص الأدوية, والتي تهدد نحو 52 ألف مصاب بالسكرى, و45 ألف مصاب بالربو, و45 ألفا مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية, و225 ألفا مصابين بارتفاع ضغط الدم.

تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال يتعمد, منذ بداية حربه على قطاع غزة, استهداف المنظومة الصحية في القطاع بكل عناصرها, حيث قصف المستشفيات والمراكز الطبية وحاصرها.


إقرأ أيضا:  القضية الفلسطينية تنتزع مكاسب قانونية تاريخية على درب الحرية والاستقلال


كما قام خلال عمليات التوغل في غزة وخان يونس ورفح بإحراق عدد كبير منها وتدمير أقسامها بما فيها الأجهزة الطبية, وهو ما حرم الغزاويين من إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

ويندرج كل ذلك في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في حق الفلسطينيين في قطاع غزة.

ورغم النداءات والمناشدات التي تدعو إلى حماية الأسلاك الطبية العاملة في قطاع غزة, يضرب الكيان الصهيوني عرض الحائط كافة القوانين الدولية والقوانين الإنسانية التي تمنع استهداف كافة العاملين في المجال الصحي الإنساني.

اقرأ المزيد