مدريد – اعتقلت السلطات الإسبانية تسعة أشخاص على الأقل في مليلية خلال مداهمات أمس الثلاثاء, على خلفية عمليات تزوير واسعة النطاق تتعلق بشراء الأصوات لتصدر الانتخابات التي ستشهدها البلاد في 28 مايو الجاري, والتي كشفت عن تورط المغرب لصالح أحد الأحزاب الذي يخدم مصالحه في هذا الجيب الاستراتيجي.
وفي هذا الصدد, اعتقلت السلطات الإسبانية خلال مداهمات جرت أمس الثلاثاء و أول أمس الاثنين, تسعة أشخاص على الأقل في مليلية بسبب محاولة شراء الأصوات لتوجيه الانتخابات المقبلة.
وقالت سابرينا مو, ممثلة الحكومة الإسبانية في مليلية, إن عناصر الأمن فتشت 10 مواقع أخرى, وقامت بمداهمات لمقر حزب “التحالف الإسلامي من أجل مليلية” الذي ينتمي إلى الائتلاف الحاكم الثلاثي في ??المدينة, والذي يقوده مصطفى أبرشان الذي شغل منصب رئيس البلدية المذكورة بين عامي 1999 و2000.
وكانت صحيفة “ال كونفيدونسيال” الاسبانية قد ذكرت في تقرير لها يوم السبت الماضي أن الرباط تحاول ضمان وجود حزب التحالف الإسلامي من أجل مليلية في حكومة المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي, لزيادة نفوذها في هذا الجيب.
ويضيف ذات المصدر نقلا عن كبار مسؤولي الخدمات الإعلامية للشرطة والحرس المدني, أن أمن الدولة يحقق في تورط المغرب في “مؤامرة” لشراء أصوات بمليلية شملت الآلاف من بطاقات الاقتراع بالبريد, للانتخابات المحلية والإقليمية المقبلة.
و أورد التقرير الإسباني -نقلا عن مسؤول استشارته الصحيفة- “بأن هناك مؤشرات منطقية على أن المغرب قد يكون وراء محاولة شراء الاصوات بالبريد”, مؤكدا أنه يتم معالجة هذه المسألة باعتبارها “تهديدا للأمن القومي الاسباني وسلامة أراضيها”.
وقدر مسؤولون أمنيون إسبان أن المخابرات المغربية “قدمت أموالا لشبكة سرية لشراء أكثر من 10 آلاف صوت انتخابي عن بعد”, أي ما يقارب ثلث عدد المشاركين في الاقتراع في مليلية خلال انتخابات 2019.
و أفادت مصادر إعلامية اسبانية أخرى أنه تم دفع ما بين 50 و200 أورو مقابل كل صوت, ويرى المختصون أن شراء الأصوات وصل إلى مستويات يصفونها بأنها “فاضحة للغاية”.
ووفقا لمصادر من وزارة الداخلية, فقد تم رفع القضية إلى العدالة في مدينة الحكم الذاتي.
و تعليقا على هذه الفضيحة, قال مرشح “فوكس” لرئاسة مليلية, خوسيه ميغيل تاسيندي, لجريدة “ال كونفيدونسيال”, أنه “لن يتفاجأ إذا كان المغرب وراء فضيحة شراء الأصوات الانتخابية في الرئاسة”, مشيرا الى أن “شراء الأصوات جريمة, لكن بيعها يعد جريمة أيضا”. و أعرب عن أمله في أن تؤدي تحقيقات الشرطة “الجارية والموجهة بشكل جيد, إلى سجن المتورطين”.
وحسب مصادر قريبة من التحقيقات, فإن قائد هيئة تدابير الصحة النباتية, مصطفى أبرشان يكون وراء هذه القصة, لكنها حذرت من أنه “لا هو ولا قادة الحزب لديهم أصول كافية لتمويل شراء الآلاف من أوراق الاقتراع”.
وفي هذه الحالة -حسب التحقيقات-, تتحول الشكوك إلى محاولة المغرب كسب النفوذ في إسبانيا. وقالت المصادر نفسها: “القلق من التصويت هو أنه يمكن توجيهه ضد الأحزاب الحالية وبتأثير مغربي واضح”.
وكان نظام المغرب قد ضرب استقرار سبتة ومليلية في صيف عام 2021, عندما سمح بدخول حوالي 12000 مهاجر إلى سبتة, مما تسبب في أزمة دبلوماسية مع إسبانيا.
فيديوغرافيك | تورط المخزن في اختطاف قادة الثورة الجزائرية