مختصون يستبعدون تعافي الدينار في المدى القريب
واصل الدينار الجزائري انهياره أمام باقي العملات الأجنبية، بعد ما وصل سعر عملة اليورو في السوق الموازية هذه الأيام، إلى حدود 220 د.ج، كما تجاوز سعر الدولار الأمريكي عتبة 190 د.ج.
وهو ما اعتبره بعض تجار العملة سابقة في تاريخ تحويل العملتين، وأرجع بعضهم التهاب أسعار اليورو هذه الأيام إلى الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر للأسبوع الرابع على التوالي، وتوجه أصحاب الأموال إلى ادخار العملة الصعبة، بدل الدينار الجزائري الذي شهد تراجعا قياسيا في سعر صرفه على مدار السنتين الماضيتين، فيما يرى مختصون أن إقدام البنك المركزي على خفض المنحة السياحية إلى حدود الـ100 يورو فقط، وطبع النقود كان لهما الأثر البالغ في إلهاب سعر صرف اليورو، الذي ازداد عليه الطلب هذه الأيام بشكل لافت، بسبب الخوف من المجهول بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تشهدها الجزائر من جهة، وكذا تزامن ذلك مع ارتفاع عدد رحلات المعتمرين باتجاه البقاع المقدسّة، وعدم تجسيد الحكومة لتعهداتها السابقة برفع منحة السفر في البنوك.
وفي سياق متصل، استبعد مختصون في الشؤون المالية والاقتصادية تعافي سعر الدينار الجزائري خلال الأيام القادمة، في السوق الموازية في ظلّ الأوضاع الراهنة التي تشهدها الجزائر على جميع الأصعدة، والمحفوفة بجملة من المعطيات التي تصب كلها في غير صالح العملة الوطنية، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يلجأ فيه غالبية الجزائريين إلى السوق الموازية لصرف العملة الصعبة، في ظلّ غياب مكاتب معتمدة للصرف، وهو ما يجعل بارونات “الدوفيز”، يحكمون قبضتهم للتحكم في الأسعار المتداولة للعملة، ناهيك عن احتياجات مختلف فئات المواطنين من العملة الصعبة على مدار أيام السنة، خاصة منهم المرضى الذين يتوجه منهم العشرات أسبوعيا إلى تركيا أو تونس للكشف أو إجراء عمليات جراحية في مختلف التخصصات، مقابل مبالغ مالية باهظة بالعملة الصعبة، بالإضافة إلى عمليات الاستنزاف في العملة الصعبة من طرف بعض الشبكات التي تعمل على تهريب الملايين من اليورو بطرق مختلفة عبر الحدود البرية أو عبر الرحلات الجوية، انطلاقا من مختلف المطارات باتجاه تركيا خاصة، حث تمكنت مصالح الجمارك وشرطة الحدود من إحباط محاولات تهريب مبالغ معتبرة من العملة الصعبة خاصة منها اليورو نحو الخارج. وعلى النقيض من عملتي اليورو والدولار، فقد شهدت أسعار صرف الدينار التونسي استقرارا في السوق الموازية بعد تراجعها منذ نحو شهرين كاملين، أمام الدينار الجزائري، ووصل أول أمس إلى حدود 60 د.ج، بسبب التوافد الكبير للتونسيين على أسواق ولايات الشرق الجزائري، خاصة منها العلمة بولاية سطيف وعين فكرون وعين امليلة بولاية أم البواقي بالإضافة إلى قسنطينة، لاقتناء بعض السلع المرتفعة الأسعار في تونس.
الأورو و الدولار في مستويات قياسية بـ ” السكوار “