اتصال هاتفي يجمع وزير الخارجية الجزائري بنظيره اللبناني

اتصال هاتفي يجمع وزير الخارجية الجزائري بنظيره اللبناني - الجزائر

في خطوة جديدة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الجزائر ولبنان، تلقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، يوم الثلاثاء اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، السيد عبد الله بوحبيب. تأتي هذه المحادثة الهاتفية لتؤكد مجددًا قوة التضامن والتعاون بين البلدين، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها لبنان.

تضامن الجزائر مع لبنان في أوقات الأزمات

استهل الوزير اللبناني حديثه بتوجيه شكر وامتنان عميقين لسلطات الجزائر، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على الدعم السخي الذي تقدمه الجزائر للبنان في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تعصف بالبلاد. وأشاد السيد بوحبيب بقرار الرئيس تبون بتزويد لبنان بشحنة من الفيول لتشغيل محطات توليد الكهرباء، وهو ما يعكس عمق التزام الجزائر بمساندة الدول الشقيقة في أوقات الأزمات.

أشار بوحبيب إلى أن هذه المبادرة الجزائرية قد لاقت استحساناً كبيراً لدى مختلف أطياف الشعب اللبناني، مؤكداً أن هذا الدعم لم يكن مجرد مساعدة تقنية، بل هو رسالة تضامن قوية تعكس العلاقات العميقة والتاريخية بين الشعبين. فلبنان، الذي يمر بفترة من التحديات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة، يحتاج إلى كل دعم ممكن من الدول الصديقة والشقيقة.

الجزائر تدافع عن لبنان في المحافل الدولية

ولم يتوقف دعم الجزائر للبنان عند حدود الدعم المادي فقط، بل امتد ليشمل أيضًا مواقف سياسية ودبلوماسية داعمة في المحافل الدولية. فقد عبر السيد بوحبيب عن تقديره البالغ للجهود التي تبذلها الجزائر داخل مجلس الأمن الدولي، حيث تدافع بقوة عن مصالح لبنان وسيادتها الوطنية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها.

وأضاف الوزير اللبناني أن المواقف الجزائرية الثابتة في دعم القضايا العربية، ومنها القضية اللبنانية، تعكس التزام الجزائر بالدفاع عن الحقوق السيادية للدول العربية في مواجهة أي اعتداءات خارجية. هذه المواقف لم تكن وليدة اللحظة، بل هي جزء من سياسة جزائرية ثابتة تهدف إلى تعزيز الوحدة والتضامن العربيين في مواجهة التحديات المشتركة.

تعاون مستمر من أجل مستقبل أفضل

يتطلع البلدان إلى تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات، بدءًا من تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وصولاً إلى التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية. وقد أبدى السيد أحمد عطاف، من جهته، استعداد الجزائر لمواصلة دعم لبنان في مساعيها لتجاوز الأزمات الحالية والمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل.

وأشار عطاف إلى أن الجزائر تضع دائمًا مصلحة الدول الشقيقة في مقدمة أولوياتها، وتسعى جاهدة لتعزيز التعاون العربي بما يخدم مصالح الشعوب العربية. وأكد أن الجزائر ستظل دائمًا إلى جانب لبنان، سواء في مواجهة التحديات الاقتصادية أو في الدفاع عن سيادتها واستقرارها.

يأتي هذا الاتصال في إطار العلاقات الأخوية التي تربط الجزائر بلبنان، ويعكس التزام الجزائر الدائم بمساندة الدول الشقيقة في أوقات الأزمات. ومن المؤكد أن مثل هذه المبادرات ستساهم في تعزيز الروابط بين البلدين وتعميق التعاون بينهما في مختلف المجالات. في ظل التحديات الراهنة، يبقى التضامن العربي أحد أهم العوامل التي يمكن أن تسهم في استقرار المنطقة وتحقيق الازدهار لشعوبها.