تلقى وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الأحد، حيث تم مناقشة جملة من المواضيع الهامة التي تتعلق بالتطورات الإقليمية والدولية، وأبرزها الأوضاع الراهنة في قطاع غزة. الاتصال كان فرصة للتأكيد على التعاون المستمر بين الجزائر والولايات المتحدة في عدة مجالات، لا سيما فيما يخص القضايا الدولية المتعلقة بالأمن والسلام.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، تم التأكيد على أن المحادثات شملت العديد من النقاط الحيوية التي تهم البلدين، مشيرًا إلى ارتياح الطرفين لما تم تحقيقه في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تكثيف الحوار الاستراتيجي الذي من شأنه أن يساهم في تعميق التعاون الثنائي في المستقبل. كما عبر الجانبان عن تطلعهما للمضي قدمًا في هذه الديناميكية البناءة التي ظهرت بشكل واضح في الآونة الأخيرة.
الجزائر وأمريكا: تعزيز التعاون الاقتصادي والتطلعات المستقبلية
أعرب وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف عن تقديره لما تم التوصل إليه من اتفاقات تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرًا إلى أهمية تعزيز هذه العلاقات بما يساهم في خدمة مصالح الشعبين، وتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية في كلا البلدين. كما أكد على ضرورة تعزيز الحوار الثنائي في مجالات متعددة مثل التجارة، الطاقة، والتكنولوجيا، والتي تظل محاور أساسية لبناء علاقات دائمة ومثمرة.
وتطرق الاتصال إلى العديد من القضايا التي تهم الجزائر في سياق العلاقات الدولية، بما في ذلك موقف الجزائر الثابت من قضية الصحراء الغربية. فقد استعرض الطرفان التطورات الأخيرة في هذا الملف، مع التأكيد على أهمية إيجاد حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
أزمة غزة: توافق على الحاجة إلى حلول سلمية
من أبرز الموضوعات التي تم تناولها في الاتصال الهاتفي بين عطاف وبلينكن كانت التطورات في قطاع غزة، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة. وقد تم التأكيد على ضرورة إيجاد حلول سلمية وشاملة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إطار القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وقد عبر الطرفان عن قلقهما البالغ إزاء التصعيد العسكري الذي شهدته المنطقة، مؤكدين على أهمية العمل المشترك من أجل وقف العنف وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
عملية حفظ السلام في هايتي: مشروع أممي مستقبلي
في إطار المحادثات، تناول الجانبان أيضًا قضية مشروع تأسيس عملية أممية لحفظ السلام في هايتي، حيث تبادلوا وجهات النظر حول الخطوات المستقبلية التي يمكن اتخاذها لمساعدة هذا البلد في تجاوز أزماته السياسية والأمنية. وقد اتفق الطرفان على أهمية العمل الدولي المشترك من أجل دعم استقرار هايتي، وتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لشعبها.
الجزائر ودورها الإقليمي والدولي: موقف ثابت ومسؤول
تعتبر الجزائر لاعبًا رئيسيًا في الساحة الدولية والإقليمية، حيث تسعى دائمًا إلى تكريس مواقفها الثابتة في دعم قضايا الأمن والسلام، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تعمل على تعزيز الدور الفاعل في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وتبذل جهودًا حثيثة لتحقيق الاستقرار في المناطق التي تشهد نزاعات وأزمات إنسانية.
وفي الختام، تظل الجزائر حريصة على الحفاظ على علاقات قوية ومثمرة مع مختلف القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسعى الجانبان إلى تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات بما يخدم مصلحة الشعوب ويعزز السلم والأمن الدوليين.
إن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يسلط الضوء على عمق العلاقات بين البلدين، ويعكس التزام الجزائر الدائم بتعزيز التعاون الدولي وحل القضايا الإقليمية والدولية عبر الحوار والتعاون البناء. مع استمرار التوجه نحو مزيد من التنسيق في الملفات الكبرى، سيبقى الدور الجزائري في الساحة الدولية محوريًا في السعي نحو السلام والاستقرار.
آفاق تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجزائر وكوريا الجنوبية محورمحاضرة بجامعة عنابة