اتصالات دولية بشأن الوضع في شمال سوريا وسط تهديدات تركية باستئناف عملية “نبع السلام”

الجزائر- شكلت التطورات الامنية الحاصلة في شمال شرق سوريا محور محادثات بين قادة الدول الفاعلة في النزاع السوري في ظل تهديد تركيا باستئناف عملياتها العسكرية في المنطقة في حال عدم إخلاءها من المسلحين الاكراد, وسط أنباء عن مقتل زعيم التنظيم الارهابي المسمى “الدولة الاسلامية” (داعش) في غارة أمريكية يوم الأحد.

و في هذا السياق أحاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون علما بتفاصيل مذكرة التفاهم الموقعة مؤخرا في سوتشي بين موسكو و أنقرة بشأن الوضع في شمال سوريا الذي تعرض في التاسع من اكتوبر الجاري و طيلة أسبوع لعملية عسكرية شنها الجيش التركي “لملاحقة المسلحين الاكراد” المعارضين لأنقرة و الذين ينشطون انطلاقا من شمال سوريا , في عملية لقيت ادانة دولية واسعة.

كما ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية أمس مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو مستجدات الاوضاع في سوريا, حيث أكد لافروف لبومبيو – وفق بيان للخارجية الروسية – على “ضرورة تفادي أي عمل من شأنه أن يقوض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية”.

و كانت قمة بين الرئيس الروسي و نظيره التركي رجب طيب اردوغان عقدت في مدينة سوتشي الروسية الثلاثاء الماضي , انتهت بالتوصل لاتفاق تقوم بموجبه الشرطة العسكرية الروسية بإخراج مسلحي تنظيم /وحدات حماية الشعب الكردية/ الجناح العسكري لمنظمة حزب العمال الكردستاني التركي المحظور /بي كا كا/ وأسلحتهم حتى مسافة 30 كيلومترا من الحدود التركية , على أن يبدأ الجيشان التركي والروسي تسيير دوريات مشتركة بعمق 10 كيلومترات بشرق وغرب منطقة عمليات “نبع السلام” التي أطلقتها أنقرة شمال شرقي سوريا.

وتوصلت واشنطن إلى اتفاق مع أنقرة في 17 أكتوبر, لوقف إطلاق النار لإتاحة الفرصة للقوات الكردية الانسحاب من المنطقة.

و بينما أفاد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس السبت بأن اتفاق سوتشي ” يسير بشكل طبيعي ووفق ما هو مخطط له و أن مهلة ال150 ساعة لانسحاب الاكراد في إطار الاتفاق تنتهي يوم 29 أكتوبر الجاري” , حذر الرئيس أردوغان من أنه “إذا لم ينسحب المسلحون من شمال سوريا في نهاية مهلة ال 150 ساعة, فإن تركيا ستتولى الأمر وتقوم بتطهير تلك المنطقة”, مضيفا “ما ننتظره من المجتمع الدولي احترام حزمنا فيما يتعلق بأمن حدودنا …”.

وتسعى تركيا الى تأسيس منطقة آمنة في شمال سوريا ” من أجل منع هجمات تنظيمي /وحدات حماية الشعب/ الكردية  , وتنظيم “داعش” الارهابي من سوريا ضدها” على حد قولها.

وقال الرئيس أردوغان ” سننشئ منطقة آمنة على طول الحدود السورية التركية إذا لزم الأمر مع تأسيس البنية التحتية والفوقية, والمساكن ليعيش اللاجئون السوريون “الموجودين على اراضيها فيها , متوعدا بمطاردة المسلحين الاكراد “إلى أي مكان يفرون إليه” .

 

== أكبر عملية انتشار للجيش السوري في شمال البلاد و أنباء عن مقتل زعيم (داعش) ==

 

 

و ترى دمشق التي أدانت التدخل العسكري التركي على أراضيها أن أنقرة ” لديها مطامع توسعية في شمال سوريا. وانها تقوم بعملية طرد جماعي للأكراد من أجل توطين عائلات الجماعات التابعة لها والمسماة بالجيش الوطني السوري”.

وحذرت من أن ما تصفه أنقرة ب “منطقة آمنة” داخل سوريا, ” ليست أكثر من مجرد مستعمرة تركية”, مشيرة إلى أنه إذا كان” هناك حل وسط فسوف نقبل أن يتم اختيار مراقبين دوليين على الحدود من قبل الأمم المتحدة”.

ومن جهة اخرى, وسع الجيش السوري نطاق انتشاره في شمال ريف محافظة الحسكة الحدودية مع تركيا بمحافظة حلب شمال سوريا فيما و صف أنه “أكبر عملية انتشار” منذ خروج الجيش السوري من هذه المنطقة منذ خمس سنوات و بهدف ” حماية السكان من العدوان التركي” حسب دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في بريطانيا, ” إن رتلا كبيرا للجيش السوري والقوات الروسية يتألف من مئات الآليات وأكثر من 2000 جندي انتشروا على طريق الحسكة – حلب” و ذلك بعد اتفاق بين ما يسمى ب (الإدارة الذاتية الكردية لشمال شرق سوريا) وبين الحكومة السورية.

و على صعيد آخر و في غرب سوريا تناقلت مصادر أمريكية و اعلامية دولية خبر مقتل زعيم تنظيم (داعش) الارهابي أبو بكر البغدادي في عملية نفذتها القوات  الخاصة الامريكية صباح اليوم في سوريا .

و أكد مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية /البنتاغون/ طلب عدم ذكر اسمه ” إن وحدة عسكرية أمريكية خاصة، نفذت عملية إنزال ضد تجمع لتنظيم /داعش/ شمال غرب سوريا في محافظة إدلب، وجرت تصفية عدد من قادة التنظيم من بينهم زعيمه أبو بكر البغدادي” مشيرا الى أن فحص الحمض النووي قد أثبت التعرف على هوية البغدادي.

و فيما يتكتم /البنتاغون/ على مصير جثة البغدادي، إلا أنه يؤكد أن العملية تمت داخل محافظة إدلب السورية، وأن وكالة الاستخبارات المركزية الـ /سي آي آيه/ تعاونت مع جهاز أمني إقليمي في تحديد مكان البغدادي ورصد تحركاته.

وفي تحليل أولي يؤكد قادة في /البنتاغون/ أن “مقتل البغدادي لا يعني نهاية الحرب ضد تنظيم /داعش/” وأن العمليات العسكرية ضده ستتواصل، وفقا لما قاله مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية .

و من المقرر أن يصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت لاحق ” بيانا هاما” اليوم حسب البيت الابيض الامريكي .

من جهته كشف التلفزيون العراقي الحكومي أن المخابرات العراقية ساعدت في تحديد مكان زعيم تنظيم داعش، ونقل عن مصادر عراقية قولها إنها تلقت تأكيدات من داخل سوريا بمقتل البغدادي.

وأعلن التلفزيون العراقي أنه سيبث لقطات مصورة للغارة الأمريكية التي نفذت في سوريا، وقيل إن البغدادي قتل فيها.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت من جهتها عن مسؤول أمريكي، اشترط عدم ذكر اسمه، قوله ” إن البغدادي استهدف في عملية أمريكية في سوريا”.

ويعد أبو بكر البغدادي، من أكثر المطلوبين في العالم، ورصدت الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار أميركي مقابل رأسه.

اقرأ المزيد