إيمان بلحاج مصطفى .. تشكيلية شابة تبحر في عالم من الإبداع البصري

الجزائر- استطاعت الفنانة التشكيلية إيمان بلحاج مصطفى, أن تجمع بين شغفها لفنون العرض والسينما والفنون التشكيلية وحبها لكواليس المسرح والفن السابع وما يتصل بهما من جوانب تقنية, لتبحر بهدوء بين مختلف الدعائم الفنية بكل انضباط لتمنح شكلا إبداعيا خاصا بها.

وتتنقل إيمان بلحاج مصطفى بأريحية ملفتة, بين أروقة المعارض الفنية نحو منابر مسابقات الغوسبلاي, لتضع ريشتها مقابل التقاط صور فوتوغرافية أو الغوص في عالم الأقمشة والأزياء, وهي تحاول أن تستكشف الفرص الممكنة لتطلق العنان لفنها.

انجذبت الفنانة الشابة إلى السينما والمؤثرات الخاصة في سن مبكر, فراحت تتعلم كيف تعيد تنفيذ أساليب المكياج السينمائي والمؤثرات الخاصة, لتتمكن بعد سنوات من البحث والتدريب من تطوير أسلوبها وأعمالها التي نفذتها في هذا المجال, مستلهمة أفكارها من أفلام الرعب والتشويق.

وستضع خريجة مدرسة الفنون الجميلة, معارفها الجديدة في مجال الرسم والنحت والتشكيل لخوض غمار الديكور والأكسيسوارات في المجالين المسرحي والسينمائي وكذا السمعي البصري.

وقد اتخذت إيمان بلحاج, من نفسها الموديل لتجريب إبداعاتها في مجال المكياج والأكسيسوارات مستلهمة الأشكال والألوان من الشخوص المشهورة لتنفذها فيما بعد في الغوسبلاي, الذي سيصبح واحدا من أحدث اهتماماتها والذي يعتمد على تقمص دور شخصية خيالية بزيها المميز وملحقاتها من الأكسيسوارات.

وقد توجت إيمان, في هذا الإطار, بالمرتبة الأولى سنة 2019 في إطار المهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر.

وتوجهت إيمان بلحاج, مؤخرا إلى التكوين في مجال تصميم الأزياء, لكن يبدو أنها تميل أكثر فأكثر إلى عالم مسرح الأطفال حيث صممت سنة 2022 أزياء مسرحية “اللوحة” و”مملكة الحشرات” من إنتاج المسرح الجهوي بالعلمة (سطيف).

وستقودها هذه التجربة في الفن الرابع, لولوج عوالم السينوغرافيا من خلال التعاون مع المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة في مسرحية “قسم الأصدقاء” ثم المشاركة في سينوغرافيا مسرحية “بيرات خراييب” للمسرح الجهوي محمد طاهر فراقاني بقسنطينة.

وتعرف إيمان بلحاج مصطفى, التي تقيم بمدينة قسنطينة, والشغوفة بالفن التصويري, بكونها قيمة فنية مؤكدة في الفن المعاصر قدمت أعمالها في معارض جماعية أو صالونات متخصصة في الفن التشكيلي.

ويظهر في أعمال هذه الفنانة, وبشكل واضح استلهام الأشكال والألوان من التراث والرموز الثقافية الجزائرية التي تتماهى مع رغبة في البحث والابتكار في المواد والتقنيات التي تعرضها في لوحات مريحة يتفوق فيها اللون الأزرق الذي نجده أحيانا متشابكا مع الأحمر البني.

تعتمد إيمان بلحاج على عدة تقنيات فنية لإنشاء قطعها الفنية ولتقديم أسلوبها الفريد, باستعمال تقنية الكولاج والظلال لتنفيذ فكرتها التي غالبا ما تكون مرتبطة بمجالات إبداعية أخرى على مادة القماش أو الورق أو تزيينات صغيرة على لوحاتها.

وانطلقت التشكيلية الشابة, في رهان فني جديد في مسارها الإبداعي, بعد دورة تكوينية في فن التصوير, لتكون بذلك الأسلوب الأنسب للاحتفاء بالطابع العمراني الفريد لمدينة الجسور المعلقة, سيرتا العتيقة.

اقرأ المزيد