إنها الثورة المضادة!

إنها الثورة المضادة! - الجزائر

يريدون استنساخ نظام بوتفليقة مجددا في ثوب وشكل جديد.

كشفت عملية تنصيب عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة اليوم عن معالم لثورة مضادة تستهدف الإنقلاب على الحراك الشعبي و إبطال مكاسبه والالتفاف عليها، والتمهيد لاستنساخ نظام بوتفليقة مجددا في ثوب وشكل جديد.

ولم يمر إلا وقت قصير حتى طلت وجوه تمرغت في وحل النظام لسنوات لتعلن عودتها من جديد لتستعد ربما لهجوم مضاد تحت غطاء من الحكومة التي إتخذت لأول مرة موقفا جديدا من الحراك السلمي، تَلَخَصَ في تغير معاملة الشرطة مع المحتجين الذين خرجوا اليوم بقوة في الجزائر العاصمة ضد بن صالح وضد النظام بشكل عام، حيث صُدرت أوامر بقمع هؤلاء المتظاهرين السلميين، وقد استعملت الشرطة القنابل المسيلة للدموع و خراطيم المياه من أجل تفريق المظاهرة.

و بعد اختفاء طويل، عاد جمال ولد عباس ليكشف وجهه أمام عدسات الكاميرات و يعلن أنه عائد ابتداء من اليوم للنشاط في الساحة السياسية، و هو الذي تشدق طويلا بإسم الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة سابقا.

أحمد اويحيى هو الآخر إسترجع صوته الذي أسكتته حناجر الملايين في الشارع، فعاد يتطاول عليها و لو من القاعات المغلقة، حيث صرح -حسب ما نقل عنه صديق شهاب- بعيدا عن أضواء الكاميرات في إجتماع المجلس الوطني لحزبه أن “الحراك الشعبي مجرد ريح في الشبك”.

و من جهته إكتسب عمار غول جرأة اليوم غابت عنه منذ نهاية قصة العهدة الخامسة ليدلي بتصريح يُصادم به الحراك الشعبي و قال ان “بن صالح هو رئيس الدولة بقوة الدستور، والدستور فوق الإرادة الشعبية”  .

لم يكن ليكتمل المشهد دون عودة أكبر مدافع عن نظام بوتفليقة أمام الجبهة الإجتماعية، حيث إستعاد عبد المجيد سيدي السعيد شيئا من توازنه بعد ضربات القوى النقابية داخل الإتحاد العام للعمال الجزائريين الذين طالبوا برحيله، ومن المرتقب أن يعقد غدا اجتماعا طارئا بوهران لإنهاء مهام الأمناء الولائيين لتلمسان وبجاية وسعيدة وتيزي وزو الذين تمردوا عليه.

ويرى مراقبون أن العودة المفاجئة لهذه الاسماء الذين اعتقدنا أن عهدها قد ولى يفتح المجال أمام بروز ثورة مضادة للالتفاف على الحراك تحت ذريعة العمل بالدستور.

اقرأ المزيد