إنزال على الأسواق يُلهب الأسعار في أول أيام رمضان

إنزال على الأسواق يُلهب الأسعار في أول أيام رمضان - الجزائر

الحكومة تطلق خارطة تقنية لمتابعة تموين السوق

 شهدت اليوم أسعار الخضر والفواكه، ارتفاعا محسوسا خلال اليوم الاول من شهر رمضان وعرفت المحلات التجارية إنزالا غير مسبوق للمواطنين الذين لم يلتزموا بنظام التباعد تفاديا لانتشار فيروس كورونا.. هذا الوباء الذي فرض إجراءات استثنائية غيرت من نكهة الشهر الكريم فلا تراويح ولا مساجد مفتوحة ولا حتى أسواق يومية مثل العادة، غير أن صفة بعض الانتهازيين لم تغيرها لا المناسبة الدينية ولا “كوفيد 19”، رغم تصريحات ممثلي الحكومة أن المنتجات الفلاحية والغذائية متوفرة بما يكفي لسد طلب الاستهلاك، رغم الظرف الصحي الصعب الذي تمر به البلاد. هذا ولا يختلف اثنان على أن المسلمين حول العالم سيصومون شهر رمضان، في ظرف استثنائي، حيث تستمر إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي التي تفرضها معظم دول العالم الإسلامية على غرار الجزائر لمنع تفشي فيروس كورونا، إذ سيستمر إغلاق المساجد ومنع صلاة الجماعة والتراويح في كثير من هذه الدول.

وستلقي إجراءات العزل والإغلاق هذه بظلالها أيضا على العادات الاجتماعية من زيارات وولائم وأعمال خيرية، التي لطالما طبعت شهر رمضان. وكالعادة لم تستثن هذه الاجراءات بروز اللهفة والانزال على المحلات لشراء الأخضر واليابس من طرف المواطنين لتتبعها الصفات غير محمودة من طرف بعض التجار الذين يفضلون الربح السريع ولو في الشهر الذي أوله مغفرة وأوسطه رحمة وآخره عتق من النار.

«البلاد” وخلال جولة استطلاعية عبر محلات العاصمة وأسواق الخضر، وقفنا عند الطاولات التي تعدت أغلبية أسعار الخضر فيها سقف الـ100دج للكيلوغرام الواحد، بالرغم من اتخاذ الحكومة لإجراءات تسمح بتوفير المنتوج من جهة وضمان الاستقرار من جهة أخرى، إلا أنه يبدوا أن تداعيات الحجر الصحي ألقت بظلالها على تمويل الأسواق، حسب ما اكده الباعة، ما تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، حسب ما وقفت عليه “البلاد” في الأسواق.

البطاطا 40 دج، الطماطم 100 دج والكوسة بـ120 دج

بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الجزر 50 دج. أما سعر البطاطا فتراوحت عند حدود 40.5 و50دج حسب النوعية. أما الطماطم فقد بلغ سعره 100دج والكوسة تراوحت بين 50 و120 دج للكيلوغرام الواحد. أما السلطة، فقد ارتفعت إلى حدود 130دج للكيلوغرام الواحد. أما اللفت فقد بلغ سعرها 80 دج للكيلوغرام الواحد، وسعر الجزر 50 دج. أما الفلفل الحلو فسعره 110دج أما الفاصوليا الخضراء فسعرها بلغ 180دج.

البصل 100دج والثوم بـ 1200دج للكيلوغرام الواحد

وبخصوص اللوازم الضرورية لتحضير الشربة الذي يعد الطبق الرئيسي على مائدة الجزائريين، فسعر البصل ارتفع إلى 100 دج بعدما كان في حدود 60 الى 80دج للكيلوغرام الواحد. أما سعر القصبر فبـ 30دج والكرافس بـ60دج. في حين بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الزيتون: 400دج. أما الثوم فقد بلغ سعرها: 1200دج. أما الفلفل الحلو 140دج، الحار:160دج. من جهتها، شهدت التوابل إقبالا كبيرا عبر المحلات التجارية على غرار فلفل أسود والكري والكركم وراس الحانوت والكمون والفلفل الاحمر المرحي وكذا القرفة والتوابل الممزوجة الخاصة بمرق الشربة والطواجن التي تبدع الجزائريات في طبخها خلال هذا الشهر على غرار طاجين الزيتون والكباب والحريرة والمثوم ولحم الحلو.

البڤري 1800 دج، الغنمي 1400 دج والدجاج بـ230دج

وبخصوص اللحوم الحمراء والبيضاء، فإن أسعارها لا تزال مرتفعة ولم تعرف طريقها للانخفاض، رغم وعود الوصاية فسعر الكيلوغرام الواحد من لحم البقري بلغ 1800دج. أما الغنمي بـ1400دج والدجاج 230 دج. أما اللحم المفروم، فسعره قدر بـ 1800دج للكيلوغرام الواحد.

بولنوار: “تجنبوا اللهفة فهي سبب ارتفاع الأسعار”

رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، أكد أن الارتفاع الذي شهدته بعض المواد في الأسواق راجع إلى التهافت عليها من طرف المواطنين، مشيرا إلى أن أسعار متوسطها أقل من السنة الماضية في الفترة نفسها وهي أكثر استقرارا، مبرزا فقط بعض المواد التي ارتفعت ليس نتيجة للعرض أو الندرة وإنما بسبب التهافت على الأسواق وشراء والإقبال عليها أكثر. واكد بولنوار أن الممثلين أكدوا عدم وجود أيّ مبرّر لارتفاع الأسعار، مع تشديد الرقابة ضدّ جميع اشكال المضاربة، داعيا المواطنين لتجنب اللهفة التي اعتادو عليها في رمضان، مشيرا الى أنه من المتوقّع تسويق خلال شهر رمضان حوالي 10 ملايين قنطار من الخضر والفواكه واكثر من 80.000 طن من اللحوم بنوعيها.

خارطة تقنية لتتبع تموين السوق خلال رمضان

أطلقت الحكومة خارطة تقنية تتضمن كل المعلومات المتعلقة بتموين السوق خلال شهر رمضان يتم إدارتها ومتابعتها من طرف وزارة الفلاحة والتجارة على المستوى المركزي. وتتضمن هذه الخارطة معلومات حول كل الوحدات الإنتاجية وتجار الجملة والتجزئة المكلفة بالتموين المستمر والدائم بالمواد الغذائية الاستراتيجية خلال رمضان على غرار القمح اللين والقمح الصلب وبودرة الحليب والفواكه.

ووضع القطاعان مخازن استراتيجية خاصة بالمواد الأساسية وعددها 15 مادة . إلى جانب ذلك، تم وضع أرضية رقمية يتم الولوج إليها على المستوى المركزي من طرف إطارات القطاعين وتتضمن الخارطة المعلوماتية التي تسمح بالاطلاع على كل المعلومات آنيا والتواصل مع كل القطاعات المعنية. وتتضمن الأرضية الرقمية أسماء وعناوين شركات التوزيع والقدرات الإنتاجية وكذا حجم المخزونات من المواد الأولية والمنتجات الجاهزة للاستهلاك.