إنجاز غير مسبوق: تصدير أول شحنة من الألواح الفولاذية الجزائرية

في خطوة تاريخية تعد إنجازًا صناعيًا هامًا للجزائر، أعلن مجمع توسيالي الجزائر عن تصدير أول شحنة من الألواح الفولاذية المصنّعة بالكامل محليًا. يأتي هذا الإنجاز ليؤكد على قدرة الجزائر المتزايدة في تصدير منتجات معدنية عالية الجودة، ويسلط الضوء على تطور القطاع الصناعي في البلاد.

مجمع توسيالي الجزائر، وهو مشروع مشترك بين الجزائر وتركيا، متخصص في صناعة الحديد والصلب. وفي بيان رسمي صدر مؤخرًا، أكدت الشركة على تحقيق إنجاز جديد في مجال التصدير الصناعي، حيث قامت بتصدير أول شحنة من الألواح الفولاذية المصنعة محليًا في تاريخ الجزائر المستقلة. بلغ حجم هذه الشحنة حوالي 25,000 طن، وتم شحنها في شهر أغسطس الجاري.

هذا الإنجاز ليس الأول من نوعه لمجمع توسيالي، حيث سبق وأن قامت الشركة بتصدير شحنة أخرى من منتجاتها في شهر مايو الماضي، ما يبرز التزامها المستمر بتوسيع قدراتها التصديرية وتحقيق الريادة في قطاع الحديد والصلب بالجزائر.

تعد الألواح الفولاذية من المواد الأساسية في العديد من الصناعات، بما في ذلك البناء، وصناعة السيارات، وصناعات أخرى متعددة. وقد أثبتت الشحنة التي تم تصديرها جودتها العالية وملاءمتها لمعايير الأسواق الدولية، ما يعزز من مكانة الجزائر كمصدر رئيسي للمنتجات المعدنية في المنطقة.

تعكس هذه الشحنة النجاح الذي حققه مجمع توسيالي في تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير سلسلة الإنتاج لتلبية احتياجات الأسواق الخارجية. ويأتي ذلك ضمن استراتيجية الجزائر لتعزيز صادراتها خارج نطاق النفط والغاز، والاعتماد بشكل أكبر على الصناعات التحويلية التي تمتلك قيمة مضافة عالية.

وتعتبر هذه الشحنة جزءًا من خطة طموحة لمضاعفة قدرات المجمع الإنتاجية خلال السنوات القادمة، مع التركيز على الابتكار والجودة لتحقيق تنافسية أعلى في الأسواق العالمية. كما أنها تأتي في إطار التعاون الاقتصادي المتنامي بين الجزائر وتركيا، والذي يشمل مجالات متعددة تتجاوز مجرد الشراكة في قطاع الحديد والصلب.

وأشار البيان إلى أن عملية التصدير هذه تمثل خطوة أولى نحو فتح أسواق جديدة للألواح الفولاذية الجزائرية، مع التخطيط لزيادة حجم الصادرات في المستقبل القريب. كما أكد مجمع توسيالي على التزامه بمواصلة الاستثمار في تطوير خطوط إنتاج جديدة وتقنيات حديثة لزيادة الكفاءة والإنتاجية، مما سيعزز من قدرة الجزائر على تلبية الطلب المتزايد على منتجات الحديد والصلب في الأسواق العالمية.

وختامًا، فإن تصدير أول شحنة من الألواح الفولاذية المصنّعة في الجزائر يمثل نقطة تحول كبيرة في مسيرة الصناعة الجزائرية، ويعد دليلاً على الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها البلاد في هذا المجال. ومن المتوقع أن تواصل الجزائر تحقيق المزيد من الإنجازات في قطاع الصناعات التحويلية، ما سيؤدي إلى تنويع اقتصادها وزيادة مساهمة الصناعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي.