إنجاز استراتيجي… مصنع “صيدال” يستأنف نشاطه بعد عقدين من الغلق

إنجاز استراتيجي… مصنع “صيدال” يستأنف نشاطه بعد عقدين من الغلق - الجزائر

تستعد وحدة المضادات الحيوية التابعة لمجمع “صيدال” في ولاية المدية للعودة إلى الإنتاج بحلول شهر جوان المقبل، بعد توقف دام 19 عامًا، في خطوة استراتيجية لتعزيز الاكتفاء الذاتي وتوسيع آفاق التصدير في مجال الصناعات الصيدلانية.

عودة مرتقبة بعد سنوات من الغلق

أعلن وزير الصناعة الصيدلانية، وسيم قويدري، خلال زيارته التفقدية للوحدة، عن استئناف نشاط هذا المصنع الحيوي، ليصبح أحد أكبر المصانع العالمية المتخصصة في إنتاج المواد الأولية للمضادات الحيوية. وستصل طاقته الإنتاجية إلى 750 طن سنويًا، بقيمة مالية تقدر بـ 850 مليون دولار، مما يعزز مكانة الجزائر كمنافس قوي في هذا القطاع.

وأكد الوزير أن إعادة تشغيل المصنع لم تقتصر على الجوانب التقنية فقط، بل شملت أيضًا استرجاع العمال السابقين والتعاقد مع الخبرات المتقاعدة لنقل معرفتهم إلى الجيل الجديد من الفنيين والمهندسين، مما يضمن استمرارية الكفاءة والجودة في الإنتاج.

سد احتياجات السوق المحلي والانطلاق نحو التصدير

أوضح قويدري أن احتياجات الجزائر من المواد الأولية للمضادات الحيوية تمثل فقط 25% من إجمالي إنتاج المصنع، فيما سيتم توجيه الباقي للتصدير. وأضاف أن التكلفة الباهظة لإنتاج هذه المواد دفعت معظم المصانع الأوروبية إلى التوقف عن تصنيعها، مما جعل الصين المزود الرئيسي عالميًا. لكن، وبحسب الوزير، فإن الجزائر ستدخل المنافسة بقوة، حيث سيكون سعر منتجاتها أقل بـ 27% مقارنة بالمنتجات الصينية، مما يمنحها ميزة تنافسية كبيرة في السوق الدولية.

وأشار إلى أن مجمع “صيدال” تلقى بالفعل طلبيات دولية على هذا المنتوج، مما يساهم في تعزيز الأمن الصحي الوطني وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مع توفير فرصة لدخول الأسواق العالمية.

إنتاج إضافي لتعزيز الاكتفاء الذاتي وتقليص الواردات

إلى جانب المضادات الحيوية، كشف الوزير أن وحدة المدية تمتلك إمكانيات كبيرة تمكنها من إنتاج الخميرة الصيدلانية، وهي مادة أساسية في تصنيع الأدوية، ما سيساهم في تخفيض فاتورة استيرادها التي تبلغ 22 مليون دولار سنويًا. كما سيتم إنتاج السكر المركز المستخدم في الأدوية، وهو ما سيغطي احتياجات الجزائر بالكامل من هذه المادة الحيوية.

نحو تحقيق استقلالية صناعية في المجال الصيدلاني

تمثل إعادة تشغيل مصنع المدية نقلة نوعية في السياسة الصناعية الجزائرية، حيث تسعى الحكومة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأدوية والمواد الأولية، وتقليل التبعية للأسواق الخارجية. كما يشكل هذا المشروع خطوة محورية في استراتيجية “صيدال” لتوسيع حضورها عالميًا، وتعزيز مكانة الجزائر في السوق الدوائية الدولية.

مع بدء الإنتاج في جوان المقبل، تتجه الجزائر إلى مرحلة جديدة في قطاع الصناعة الصيدلانية، تجمع بين تحقيق الاكتفاء الذاتي ودخول الأسواق العالمية، مستفيدة من قدراتها الإنتاجية المتطورة وأسعارها التنافسية. فهل يكون هذا المصنع بداية عهد جديد للصناعات الدوائية الجزائرية على المستوى الدولي؟

اقرأ المزيد