إحياء عاشوراء بمعسكر: سكان الولاية متشبتون بعادة إطعام المعوزين و الأشخاص بدون مأوى

معسكرـ يحتفظ سكان مدينة معسكر بعادات إحياء يوم عاشوراء من أبرزها الصيام يومين و إطعام المعوزين و الأشخاص بدون مأوى.

وتكون العائلات المعسكرية في هذه المناسبة الدينية على موعد مع تنظيم الولائم عبر مختلف الأحياء حيث يحضر طبق “الرقاق” لإطعام الفقراء و الأشخاص بدون مأوى في مشهد تضامني يعبر عن تشبث المجتمع المحلي بالتقاليد المتوارثة عن الأجداد.

وفي هذا الصدد أشار الإمام الأستاذ و الإطار بمديرية الشؤون الدينية و الأوقاف بشيري معزوز في تصريح لوأج إلى أن هذه السلوكات يوم عاشوراء تندرج ضمن إحياء سنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم الذي أوصى بالإكثار من فعل الخير و إخراج الزكاة خلال هذه المناسبة الدينية.

وذكر بأن “العمليات التضامنية لا تقتصر على يوم عاشوراء فحسب, بل تستمر عادة لمدة أسبوع كامل حيث تتداول فيما بين الأحياء و العائلات”.

كما يتميز إحياء هذه المناسبة الدينية بزيارة المرضى بالمؤسسات الصحية بهدف تقاسم فرحة الاحتفال بعاشوراء.

ومن جهتها, تحافظ المناطق الريفية للولاية بعادات متميزة عن التجمعات الحضرية, حيث تنتظم عروض في الفنطازيا و تقام حلقات الذكر و المدائح الدينية كما هو الشأن اليوم بقريتي “سيدي بوعجمي” ببلدية رأس العين عميروش و”سيدي محي الدين” ببلدية القيطنة.

وبدورها, تنظم الزوايا بالولاية العديد من الأنشطة المتمثلة خاصة في تكريم الطلبة من حفظة القرآن الكريم و صحيح البخاري و مسلم.

 

ازدهار تجارة المنتوجات الحرفية في هذه المناسبة

 

تشهد تجارة المنتوجات الحرفية المعروضة للبيع بمناسبة يوم عاشوراء, لاسيما بشوارع مدينة معسكر, ازدهارا كبيرا و إقبالا متزايدا للمواطنين.

المتجول بحي “الركابة” العتيق, بوسط عاصمة الولاية, يلاحظ حركة غير عادية للمواطنين لاقتناء لاسيما الأواني الطينية و الفخارية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأكلة التقليدية “الرقاق” الذي تشتهر به المنطقة.

ويقول في هذا الشأن قادة, و هو بائع للمنتوجات الحرفية بذات الحي, بأن الاحتفال بيوم عاشوراء مناسبة سانحة لبيع الأواني الطينية و الفخارية و كذا “عجينة الرقاق” التي يكثر عليها الطلب خلال هذه الأيام.

ولا يعد حي “الركابة” المكان الوحيد بمدينة معسكر الذي تنتشر فيه تجارة المنتوجات الحرفية, حيث يستقطب حيا “بابا علي” و “بنت عين السلطان” عددا معتبرا من باعة الأواني الطينية و الخشبية و الفخارية و كذا الزرابي التي تحظى برواج كبير لدى المواطنين.

كما يعرف حي “بنت عين السلطان”, بوسط عاصمة الولاية, إقبالا منقطع النظير للمواطنين لاقتناء التوابل الطبيعية التي تستخدم في تحضير طبق “الرقاق” خلال مناسبة عاشوراء, فضلا عن عجينة “الرقاق” التي يفضل الكثير تناولها خلال هذه المناسبة الدينية و عن العطور المصنوعة بطريقة تقليدية و المواد التي تستعمل في البخور.

ومن جهتها, تعرف تجارة الخضر و الفواكه و اللحوم الحمراء و البيضاء و التوابل و الحبوب خلال هذه الأيام انتعاشا كبيرا بمناسبة عاشوراء, حيث تقبل العديد من الأسر في هذا اليوم على اقتناء مختلف مكونات الطبق الرئيسي لمائدة سكان معسكر المتمثل في “الرقاق”.

اقرأ المزيد