أين هم الداعمون للرئيس بوتفليقة ؟

أين هم الداعمون للرئيس بوتفليقة ؟ - الجزائر

لم تُصّدر الأحزاب الداعمة للرئيس بوتفليقة، لحد الساعة أي تعليق أو ردة فعل على الاحتجاجات الرافضة للعهدة الخامسة، وكأن المسيرات الحاشدة التي نُظمت أمس الجمعة، في عدة ولايات من الوطن، وضعتها في ورطة. طيلة الأسبوع الماضي، ظلت الأحزاب الموالية للسلطة في مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، وحتى تجمع أمل الجزائر، تُهون من “معارضة العهدة الخامسة”، وتُحذر من دعوات الخروج إلى الشارع، والتي إعتبرتها “محاولة للفوضى وضرب استقرار الوطن” على حد وصفها. حزب جبهة التحرير الوطني كان أول تشكيلة سياسية استنفرت قواعدها النضالية لدعم ترشح الرئيس بوتفليقة للاستحقاقات الرئاسية المقبلة، إذ أبرق منسق قيادتها، معاذ بوشارب، تعليمة إلى رؤساء المحافظات بتاريخ 15 فيفري الجاري، يدعوهم فيها إلى “عقد جمعيات عامة تحسيسية في كل محافظات الحزب يومي الجمعة والسبت القادمين 22 و23 فيفري على أن تجمع هذه الجمعيات كل مكونات الحزب على المستوى القاعدي”. وقال معاذ بوشارب” أدعوكم إلى بلوغ تعبئة شاملة لقواعد حزبنا النضالية من خلال تعزيز وحدة الحزب ولم شمل جميع الإطارات والانتخابات والمنتخبين والمناضلين والتفافهم بإخلاص وتفان حول مرشح الحزب”. بينما دعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، مناضلي حزبه، إلى التجند خلف المرشح عبد العزيز بوتفليقة لضمان فوزه في الاقتراع الرئاسي المقبل، قائلا في رسالة وجهها إلى إطارات حزبه ومناضليه بالتزامن مع الذكرى الثانية والعشرين لتأسيس الأرندي، المصادفة لـ 21 فيفري، “يجب علينا جميعًا تجنيد كل قدرات وطاقات التجمع الوطني الديمقراطي، لدعم المجاهد عبد العزيز بوتفليقة والمساهمة في تحقيقه الفوز بعهدة رئاسية جديدة لضمان الاستمرارية في بناء الجزائر وتقدمها”. نفس الشيء ذهب إليه، رئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، الذي أبرق تعليمة تنفيذية إلى رؤساء المكاتب الولائية والبلدية، ومناضليه، دعاهم فيها إلى “التجند الكامل والتعبئة القوية لجمع التوقيعات الخاصة بالمنتخبين والمواطنين، بالإضافة إلى الدعم القوي للمرشح الرئيس بوتفليقة مع الحرص على التذكير بوفاء حزب “تاج” ودعمه الثابت والدائم والمستمر، مشددًا ” لأنه بيننا وبينه عقد معنوي وأخلاقي”. الأكثر من ذلك أن غول، دعا لمواجهة الاحتجاجات الرافضة للعهدة الخامسة عن طريق” التجنيد وملء الساحة حتى لا تُترك لسماسرة الاشاعات والمغالطات والمتهورين والمغامرين والمتاجرين بالجزائر” وفق اعتقاده. لكن بعدما عاشت المدن الجزائرية يومًا إستثنائيًا ومشهدًا سياسيًا حضاريًا في الشارع عقب خروج مئات الآلاف من الجزائريين للتعبير عن معارضتهم لعهدة خامسة لرئيس الجمهورية، حاولت “TSA عربي” الاتصال بحزب جبهة التحرير الوطني، وحتى التجمع الوطني الديمقراطي، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وأغلب من اتصلنا بهم لا يردون على المكالمات الهاتفية. في الجهة المقابلة، لا تزال البرقية التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية حول المظاهرات الرافضة للعهدة الخامسة تثير الكثير من الجدل، وفتحت المجال واسعًا أمام القراءات. ونقلت الوكالة الرسمية أن” مئات المواطنين، أغلبهم من الشباب، تجمعوا بعد صلاة الجمعة، في الجزائر العاصمة، وفي مناطق أخرى من البلاد، تعبيرًا عن مطالب ذات طابع سياسي” الأكثر من ذلك أنها نقلت شعارات المحتجين على غرار ”نعم للعدالة“، و“مسيرة سلمية“، و“تغيير وإصلاحات“، مشيرة إلى أن المحتجين ”طالبوا بوتفليقة بالعدول عن الترشح لعهدة جديدة”. واعتبر البعض أن نقل وكالة الأنباء الجزائرية لدعوات سحب العهدة الخامسة، ليس صدفة، وأن فرضية عدم ترشح الرئيس ممكنة، بينما ذهب آخرون إلى التأكيد أن تغطية الوكالة الرسمية يندرج في إطار “التنفيس” لا غير.