أنبوب الغاز العابر للصحراء… محور لقاء بين الجزائر والنيجر

أنبوب الغاز العابر للصحراء… محور لقاء بين الجزائر والنيجر - الجزائر

في خطوة تعكس التزام الجزائر والنيجر بتطوير شراكتهما الاستراتيجية في قطاع الطاقة، أكد وزير الدولة، وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، ونظيره النيجري، وزير البترول صحابي عومارو، على ضرورة مواصلة الاجتماعات التنسيقية لدراسة مختلف جوانب مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء (TSGP). ويأتي هذا التأكيد خلال زيارة عمل قام بها الوزير النيجري إلى الجزائر، على رأس وفد رفيع المستوى يضم مسؤولين حكوميين وخبراء من الشركة الوطنية للبترول “سونيداب”.

متابعة تنفيذ القرارات الاستراتيجية للمشروع

وأوضحت وزارة الطاقة الجزائرية في بيان رسمي أن اللقاء بين الوزيرين ركز على متابعة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها خلال الاجتماعات الثلاثية السابقة بين وزراء المحروقات لكل من الجزائر والنيجر ونيجيريا، والتي تهدف إلى دفع عجلة إنجاز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء. هذا المشروع الاستراتيجي، الذي يربط نيجيريا بساحل البحر الأبيض المتوسط مرورًا بالنيجر والجزائر، يهدف إلى تعزيز إمدادات الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية، ما يمنح الدول الثلاث فرصة اقتصادية هامة.

وفي هذا السياق، ناقش الطرفان آخر التطورات الخاصة بالمشروع، خاصة ما يتعلق بالجوانب الفنية والمالية، بالإضافة إلى الأطر القانونية التي تضمن نجاح تنفيذه وفق الجدول الزمني المحدد.

تعزيز التعاون الطاقوي بين الجزائر والنيجر

إلى جانب مشروع أنبوب الغاز، تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية في قطاع المحروقات والطاقة، حيث تم استعراض المشاريع التنموية المشتركة التي تشمل البحث والاستكشاف، استغلال المحروقات، إضافة إلى مشاريع التكرير والبتروكيمياء والتسويق وتوزيع المنتجات البترولية.

ويأتي هذا التعاون في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين شركة “سوناطراك” الجزائرية ونظيرتها النيجيرية “سونيديب” بتاريخ 1 أكتوبر 2024، والتي تهدف إلى دعم المشاريع الطاقوية المشتركة بين البلدين. كما ناقش الاجتماع نتائج زيارات وفود “سوناطراك” إلى نيامي، والتي توجت بتوقيع محضر اجتماع في 14 يناير 2025، حيث تم الاتفاق على إنشاء لجنتين فرعيتين؛ الأولى تُعنى بمرافقة النيجر في تطوير مشروع مصفاة ومجمع بتروكيميائي في مدينة دوسو، والثانية تُركز على تسيير المشاريع وإبرام الصفقات وتعزيز الأطر القانونية المنظمة لقطاع النفط في النيجر.

التزام الجزائر بنقل الخبرات وتعزيز التكوين

وخلال كلمته، أكد الوزير محمد عرقاب التزام الجزائر بمواصلة دعم النيجر في تطوير قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أهمية نقل الخبرات الجزائرية إلى الإطارات النيجيرية، خاصة من خلال برامج التكوين والتدريب التي تقدمها الجزائر عبر معاهدها المختصة مثل المعهد الجزائري للبترول.

من جانبه، أشاد وزير البترول النيجري، صحابي عومارو، بالدور الذي تلعبه الجزائر في دعم قطاع الطاقة في بلاده، معبرًا عن امتنانه للتعاون التقني الذي تقدمه “سوناطراك”، والذي من شأنه أن يعزز القدرات الوطنية النيجيرية في مجال المحروقات. كما أكد على أهمية برامج التكوين التي توفرها الجزائر، والتي ستساعد على تأهيل الكفاءات النيجيرية في مختلف تخصصات صناعة النفط والغاز.

زيارة عمل لتعزيز الشراكة بين البلدين

وكان وزير البترول النيجري قد شرع، مساء الأحد، في زيارة عمل إلى الجزائر رفقة وفد حكومي رفيع المستوى، يضم وزير الموارد المائية والتطهير والبيئة النيجري، بالإضافة إلى مسؤولين من شركة “سونيداب”. وتندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الثنائي وتنفيذ المشاريع المشتركة المتفق عليها بين البلدين.

وبحسب بيان وزارة الطاقة الجزائرية، فقد شهدت العلاقات الجزائرية-النيجرية تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تعمل الجزائر على دعم النيجر في مشاريعها الطاقوية، لاسيما مشروع البحث والاستكشاف الذي تقوم به “سوناطراك” في النيجر، ومشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، إضافة إلى مرافقة النيجر في بناء مصفاة جديدة لتكرير البترول ومجمع بتروكيميائي في مدينة دوسو.

وتتضمن أجندة الزيارة عدة لقاءات هامة، أبرزها اجتماع مع وزير الدولة، وزير الطاقة الجزائري، إلى جانب اجتماعات تقنية مع كبار مسؤولي “سوناطراك” لبحث آليات تنفيذ المشاريع المشتركة وتطوير الأطر القانونية والتنظيمية لهذا التعاون.

آفاق التعاون في قطاع الطاقة

تعتبر هذه الزيارة دليلًا على الحرص المتبادل بين الجزائر والنيجر على تعزيز تعاونهما الاستراتيجي في قطاع الطاقة، حيث يعمل الجانبان على تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع المشتركة بما يضمن تحقيق الأهداف التنموية لكلا البلدين.

ويعد مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء من أبرز المشاريع التي يعوَّل عليها لدعم الاقتصاد الوطني للدول الثلاث، الجزائر والنيجر ونيجيريا، من خلال توفير البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز إلى الأسواق الأوروبية، ما سيسهم في تعزيز مكانة الجزائر كدولة محورية في مجال الطاقة، كما سيدعم الاقتصاد النيجيري عبر توفير موارد مالية إضافية من تصدير الغاز.

في النهاية، تعكس هذه الخطوات المتخذة التزام الجزائر بدورها الإقليمي في دعم مشاريع الطاقة الكبرى، كما تؤكد متانة العلاقات الجزائرية-النيجرية التي تسير نحو مزيد من التكامل والشراكة في قطاع المحروقات والطاقة المستدامة.

اقرأ المزيد