أميناتو حيدر تدعو دولة السويد إلى تنفيذ قرار برلمانها الاعتراف بالجمهورية الصحراوية

أميناتو حيدر تدعو دولة السويد إلى تنفيذ قرار برلمانها الاعتراف بالجمهورية الصحراوية - الجزائر
أميناتو حيدر تدعو دولة السويد إلى تنفيذ قرار برلمانها الاعتراف بالجمهورية الصحراوية

ستوكهولم – طالبت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، الفائزة بجائزة نوبل البديلة، أمينتو حيدار، دولة السويد بتنفيذ قرار برلمانها الصادر عام 2012 الذي يعترف فيه بالجمهورية الصحراوية، مؤكدة أن المغرب يواصل إثارة المخاوف في أوساط الدول الأوروبية عبر استخدامه أوراق الهجرة، والمخدرات، والفساد والإرهاب، لإرغامها على تجاهل جرائمه ودعمه لتصبح متورطة معه.

جاء ذلك في مداخلة لأمينتو حيدار، أمس الثلاثاء أمام البرلمان السويدي أين أبرزت “الأسف الشديد الذي أحسه أبناء الشعب الصحراوي سنة 2016 بعد تراجع الدولة السويدية عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية مثلما قرر البرلمان السويدي سنة 2012”.

وحلت أمينتو حيدار أمس الثلاثاء ضيفة شرف لقاء وحفل غداء بالبرلمان السويدي نظمه أصدقاء مؤسسة “لايفليهود فاونديشن” بالبرلمان السويدي وحضره أزيد من 300 مدعو، للإحتفال بفوزها إلى جانب ثلاث فائزات أخريات بجائزة نوبل البديلة لسنة 2019.

وفي مداخلتها بالمناسبة، انتقدت الناشطة الصحراوية “الدور السلبي” الذي تلعبه العديد من الدول الأوروبية في المنطقة، مؤكدة أن “الصورة والرسالة التي يبعثها الاتحاد الأوروبي حاليا للعالم بأسره، وخاصة إلى الصحراء الغربية، صورة مخيفة ورسالة مخزية”.

 

الدعم متعدد الجوانب للمغرب مساهمة في قمع الشعب الصحراوي

           

أمينتو حيدار، تناولت مطولا مسألة تواطؤ بعض الدول الأوروبية مع المغرب بما يشجعه على الاستمرار في احتلاله للأراضي الصحراوية وقالت أن الصورة التي ترسلها أوروبا للعالم الآن هي صورة أوروبا “باردة، منعزلة، لا إنسانية، أوروبا تبعث رسالة من الكراهية، وعدم احترام القانون الدولي، بل حتى انتهاك القانون الأوروبي نفسه”.

“أوروبا تعبد المصالح على حساب القانون، وعلى حساب حقوق الإنسان والشعوب”، تضيف حيدار.

وعن نفس الموضوع قالت الحقوقية الصحراوية، أن أوروبا الحالية “تدعم دون خجل أنظمة ديكتاتورية مارقة على القانون، والأسوأ من ذلك، أنها تساهم بشكل فعلي في قمع الشعوب من خلال دعمها الاقتصادي، والمالي والسياسي لهذه الأنظمة، بما في ذلك النظام التوسعي المغربي، الذي يعتبر المصدر الرئيسي لانعدام الإستقرار السياسي والأمني في المنطقة المغاربية منذ ستينات القرن الماضي”.


إقرأ أيضا:   أمينتو حيدار: “فرنسا وإسبانيا تحولتا إلى عقبة حقيقية أمام مسار السلام وأمام تطبيق الشرعية الدولية”


وحذرت أمينتو حيدار وهي تخاطب الحضور بأن “المغرب هو الذي يستعمل أوراق الهجرة، والمخدرات، والفساد والإرهاب لإرغام بلدانكم على تجاهل جرائمه، وإرغامها على دعمه بأن تصبح متورطة معه هي نفسها. والعالم بأسره على علم بهذه الحقيقية، لكن الجميع يدير ظهره لها، لأن عليهم أن يلعبوا اللعبة”.

من جهة أخرى، عبرت ، أمينتو حيدار وهي رئيسة رابطة المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء، عن استغراب الشعب الصحراوي وعجزه عن فهم المنطق من وراء “قبول البلدان الأوروبية التواطؤ مع النظام المغربي والضغط على الضحية، أي الشعب الصحراوي وممثله الشرعي جبهة البوليساريو، فقط لإرضاء المغرب” مستدلة بالتحذير الذي أصدرته الحكومة الاسبانية في ال 27 نوفمبر لرعاياها من التوجه الى مخيمات اللاجئين الصحراويين “عبر ادعاء أنها معرضة لعمليات إرهابية مزعومة ودون أي أدلة”.

وجددت الاشارة الى توقيت صدور هذا التحذير الذي جاء “بعد زيارة مفاجئة لوزير الخارجية المغربي لمدريد ” …”أنها حملة اعلامية مضللة”، تضيف الناشطة الحقوقية.

وقد تم خلال الحفل القاء كلمات لمشاركين ، كان من بينها كلمتي النائبين البرلمانيان السويديان ، فريديريك مالم وكينيث فوسلوند من الحزب الليبرالي الإشتراكي الديمقراطي، واللذان كانا من أبرز مساندي الاعتراف بالجمهورية الصحراوية خلال تبني البرلمان هذا القرار سنة 2012 .

           

ورقة الهجرة وتشغيلها من قبل المغرب لتهديد الأوروبيين

 

وأكد النائبان فريديريك مالم وكينيث فوسلوند، وهما يتحدثان عن قرار برلمان بلدهما الاعتراف بالجمهورية الصحراوية أن “السويد قد تعرضت آنذاك لضغوط هائلة من قبل المغرب وحلفائه”، مذكرين بأن المخاوف الأساسية للدول الأوروبية تتعلق دائما بالمخاطر التي يمكن للهجرة أن تسببها لأوروبا، وهو ما يشكل سياساتها تجاه جل قضايا الجنوب.

واعترف النائبان أن “نظام الإحتلال المغربي يستعمل بالفعل هذه الورقة لتهديد الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية وثنيها عن اعتماد سياسات داعمة للقضية الصحراوية”.

ومن المنتظر أن تحضر المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، أمينتو حيدار، مساء اليوم الأربعاء الحفل الرسمي لتسليمها جائزة نوبل البديلة، باستوكهولم. كما من المقرر، وفق ماذكرته وكالة الانباء الصحراوية (واص)، ان تكون لحيدار فرصة أخرى لمخاطبة العالم، بحضور ضيوف من أهم الشخصيات العالمية التي استدعتها مؤسسة “لايفلي هود فاونديشن” المانحة للجائزة.


إقرأ أيضا:     أميناتو حيدر تطلب من الأمم المتحدة حماية نشطاء حقوق الإنسان والمدافعين في الصحراء الغربية 


وسيتم نقل فعاليات الحفل مباشرة على التلفزيون السويدي، بالإضافة إلى عدة وسائل إعلام، وستنشطه الفنانة السويدية من أصول أفريقية، جوزيت بوشيل-مينغو، كما ينتظر أن يحظى اللقاء بمداخلة المعارض الأمريكي المعروف، إدوارد سنودن، حيث سيكون الحفل مفتوحا لجمهور يقدر بحوالي 1000 مدعو.

وتتقاسم أمينتو حيدار الجائزة مع ثلاثة فائزات أخريات هن المحامية الصينية غو جيانمي، والطفلة السويدية غريتا ثونبورغ، الناشطة في مجال البيئة، وقائدة نضالات الشعوب الأصلية بالبرازيل، دافي كوبيناوا.

جدير بالذكر أن أمينتو حيدار كانت حلت منذ أربعة أيام بمدينة استوكهولم لتسلم جائزة نوبل البديلة  حيث نظمت لها المؤسسة المانحة للجائزة جولة تحسيسة مكثفة زارت على إثرها كلا من برلين، وزوريخ، وجنيف.

واختيرت أمنتو حيدار هذا العام من قبل منظمة الجائزة السويدية الدولية “رايتس لايفلي هود” كواحدة من أربعة فائزين بجائزتها تقديرا ل”سعيها لتحقيق العدالة و تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية”.