أرقام بن غبريط “مضحكة” وسنصعد الاحتجاجات

أرقام بن غبريط “مضحكة” وسنصعد الاحتجاجات - الجزائر

التكتل النقابي يصف الإضراب بالناجح:
عاد الأساتذة المضربون المنضوون تحت لواء التكتل النقابي الخميس، إلى أقسامهم بعد نهاية إضراب اليومين، منتظرين اجتماع قادة التكتل الأسبوع المقبل لتقييم الإضراب، وما يسفر عنه من اجراءات تصعيدية في حال التزام وزارة التربية الوطنية الصمت حيال مطالبهم المرفوعة، ومنتقدين محاولة مدراء المدارس تكسير اضرابهم تنفيذا لتعليمات وزيرة التربية.

استأنف الأساتذة عبر مختلف الأطوار التعليمية الدراسة، الخميس، بعدما لبوا نداء ستة نقابات تربية مستقلة، تدعوهم لإضراب يومين، وينتظر أن يعقد التكتل النقابي بداية الأسبوع المقبل اجتماعا تقييميا لسير وتقييم نتائج الإضراب.

وفي الموضوع، وصف المكلف بالإعلام على مستوى الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “إينباف” العمري عبد الوهاب زقار في تصريح لـ “الشروق”، إضراب اليومين وما تبعه من احتجاجات جهوية بـ “الناجحة، حيث شهد الإضراب استجابة وصلت إلى 65.31 بالمئة على المستوى الوطني”، ومُؤكدا أن قادة التكتل النقابي سيلتقون قريبا لتقييم الإضراب ومناقشة الخطوات التصعيدية المقبلة.

ومن جهة أخرى، تأسف المتحدث، لمحاولة مدراء المؤسسات التربوية كسر إضراب الأساتذة، تنفيذا لتعليمات شفوية من وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، حيث قال “الوزيرة ولهدف كسر إضرابنا، ربطت حصول مدراء المدارس على تقييم جيد في العمل، بنجاح أو فشل اضراب الأساتذة، وهو ما جعل كثيرا من المدراء يحاولون كسر الإضراب للحصول على تقييم جيد يؤهلهم للترقية أو التحويل مستقبلا “.

محاولة كسر الإضراب اشترك فيها، حسبه، أيضا مدراء التربية عبر الولايات والمفتشون ومدراء التربية بالولايات، عن طريق نزولهم للمؤسسات التربوية “لتهديد وترهيب الموظفين والأساتذة، وممارسة الضغط عليهم، ومطالبة الوزارة منهم تنظيم ندوات تربوية في أيام الإضراب، مع التشديد على مدراء المؤسسات التربوية باستخلاف الأساتذة المضربين وعدم إخراج التلاميذ من المؤسسات التعليمية “.

واعتبر زقار أنّ الاستجابة الواسعة للإضراب من طرف الأساتذة، تعبر عن وعيهم بشرعية مطالبهم، وكما أن الاضراب كان كاف لتوصيل رسالة موظفي قطاع التربية “رغم كل التهديدات والضغوطات التي قامت بها وزارة التربية عن طريق تعليماتها الشفوية”، نافيا في الوقت نفسه تلقيهم دعوة من وزارة لتربية للالتقاء بعد الإضراب.

ومن جهته، أكد رئيس نقابة “ساتاف” عمورة في تصريح لـ “الشروق” بأن الإضراب كان ناجحا “رغم كل التضييقات من طرف وزير التربية، ووزير العمل الذي أعلن عدم شرعية الإضراب، حتى قبل إيداع الاشعار بالإضراب”.

وكشف عمورة أن الاجتماع المرتقب بداية الأسبوع الجاري مع قادة التكتل النقابي، سيخصص لمناقشة آفاق الحركة الاجتماعية تزامنا مع الحراك الشعبي الحاصل، ومؤكدا أن الإضراب في الأيام المقبلة سيكون تصاعديا من حيث عدد الأيام “فقد يكون لأكثر من يومين “.

وبخصوص نسبة الاستجابة للإضراب المعلنة من قبل وزارة التربية الوطنية، والتي لم تتعدى الـ 10 بالمائة، فوصفها المتحدث بـ “الأرقام المضحكة والمزيفة”، مؤكدا أن بن غبريط مارست تضييقا كبيرا على المضربين، حيث أمرت مدراء المدارس بإنقاص نسبة الاستجابة للإضراب “لأنه سيتم تنقيط المدراء انطلاقا من نسبة الاستجابة للإضراب”، كما طالبوا المضربين ببطاقات الانخراط في العمل النقابي وبرقم حسابهم الجاري، تخويفا لهم بالخصم من الراتب، على حد قوله. وما يكذب أرقام الوصاية يقول إن الإضراب شارك فيها قرابة 75 ألف أستاذ وإداري، ولم يدرس حوالي مليون تلميذ عبر الوطن.

أولياء التلاميذ: نحمل النقابات مسؤولية استغلال أبنائنا في فترة حرجة لتحقيق مصالحهم
وعلى النقيض، أكد عضو الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، عز الدين زروق، أن نسبة الاستجابة للإضراب “كانت محتشمة”، وذلك حسبما استقوه من أربع ولايات فقط، وحسبه فإن المؤسسات التربوية بالمناطق النائية والإبتدائيات لم تشارك في الاحتجاج، بل اقتصر الأمر على الثانويات المتواجدة في المدن الكبرى فقط.

وبخصوص رأي الجمعية في الإضراب، يرى المتحدث في تصريح لـ “الشروق” أنه وبعيدا عن شرعية الاضراب من عدمه، فمطالب نقابات التربية تتكرر منذ عدة سنوات وأهمها تفعيل القانون الأساسي، طب العمل، الخدمات الإجتماعية، أضيف له مؤخرا قضية البيداغوجيا والاكتظاظ والبرامج المكثفة، وأضاف “نحن نشاطرهم المطالب ولكن الظرف الذي تعيشه الجزائر ونحن على أبواب استحقاق مصيري، فالنقابات لابد أن تتحلى بالذكاء، فلربما تكون هنالك إصلاحات شاملة، وتتحسن وضعيتهم الإجتماعية “.

ومن جهة أخرى، استنكر زروق، عملية إخراج التلاميذ من المدارس واستغلالهم من طرف أطراف نقابية، مثلما حدث سابقا في ولايتي بجاية وتيزي وزو، وما تبعها من شغب وحرق وحصول إصابات لتلاميذ قصر، حيث قال “نُحمل النقابات المسؤولية أمام التاريخ، لأنها جعلت أولادنا مطية لتحقيق مآربهم، كما نحمل مدراء المؤسسات مسؤولية خروج التلاميذ من أقسامهم”.