أدرار: المدرسة الوطنية العليا للفلاحة الصحراوية تعد حلقة هامة لترقية الفلاحة ومرافقة المستثمرين

أدرار – تشكل المدرسة الوطنية العليا للفلاحة الصحراوية بأدرار, التي تدعمت بها شبكة المدارس العليا بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي, حلقة هامة في مسار ترقية الفلاحة ومرافقة المستثمرين, كما استفيد اليوم الأربعاء لدى مسؤولي هذا الصرح العلمي الجديد.  

ويراهن على دور هذه المدرسة, التي فتحت بجامعة أحمد درايعية بأدرار من خلال مرافقة الإنتاج النباتي أيضا في مجال تطوير إنتاج الأعلاف لتعزيز الإنتاج الحيواني و تثمين و رفع إنتاج السلالات المحلية للمواشي بالمنطقة التي تمتلك قيمة غذائية عالية, إلى جانب تطوير زراعات استراتيجية على غرار الحبوب والذرة, وأيضا ترقية زراعة النخيل, كما أبرزه ذات المسؤولين.

كما يعد التكوين الميداني, الذي ستضمنه هذه المؤسسة حلقة فعالة في مواجهة التحديات خاصة ما تعلق منها باحتياج الأراضي الفلاحية الصحراوية للعناصر التي تعزز خصوبتها و رفع مردوديتها, وفي مقدمتها تثمين استخدام الأسمدة العضوية للتقليل من الإستعمال المفرط للأسمدة الصناعية و المبيدات ضمانا لجودة المنتوج الفلاحي و رفع قيمته التنافسية في السوق و حماية البيئة الصحراوية.

ويأتي هذا الصرح العلمي الجديد لتثمين المقومات الواعدة لولاية أدرار في ميدان الفلاحة الصحراوية من خلال تكوين كفاءات في هذا الاختصاص و تطويره بإدخال تكنولوجيات جديدة لترقية هذا النمط من الفلاحة, مثلما أوضح مدير جامعة وهران-2 ورئيس ندوة جامعات الغرب, بلاسكة سماعين, لدى إشرافه ممثلا لوزير التعليم العالي والبحث العلمي, على تنصيب الأستاذ إيدو عبد القادر مديرا بالنيابة للمدرسة وهو إطار جامعي مختص في المجال و رئيس مخبر بحث في هذا الميدان.

ومن جانبه أكد والي الولاية, العربي بهلول, عزم السلطات العمومية في النهوض بالتنمية الإقتصادية, مبرزا أن هذا الصرح الجامعي الجديد يأتي في غمرة الإحتفالات بالذكرى الستين لعيدي الإستقلال والشباب.

وأشار بالمناسبة أن هذه الولاية, التي تتوفر على مساحة زراعية تفوق 563.000 هكتار تستغل منها سوى 12.000 هكتار, حققت 750.000 قنطار من الحبوب و 6ر1 مليون قنطار من الذرة, إلى جانب تحقيق إنتاجا حيوانيا بلغ 600 طن من اللحوم الحمراء التي وجهت لتزويد أسواق شمال الوطن.

وأبدى رئيس الهيئة التنفيذية بالولاية إستعداد السلطات المحلية لمرافقة هذه المدرسة بكل ما يلزم لإنجاح مهمتها العلمية من خلال تزويدها بالعقار الفلاحي لتطوير أبحاثها العلمية التطبيقية, مؤكدا أن مقر المدرسة سيحظى بالأولوية.

و بدوره أكد مدير جامعة أحمد درايعية بأدرار, محمد الأمين بن عمر, أن الجامعة التي تحتضن المدرسة ستضمن لها المرافقة التامة للإضطلاع بدورها في تكوين موارد بشرية مؤهلة تساهم في النهوض بالفلاحة الصحراوية بالمنطقة.

و من جهته, أوضح مدير المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بالنيابة, الأستاذ إيدو عبد القادر, أن استحداث هذا الصرح العلمي يهدف إلى إيجاد حلول علمية لمختلف التحديات المتعلقة بترقية الزراعة الصحراوية من خلال تثمين البحوث العلمية والإبتكارات الرامية لضمان الأمن الغذائي و تعزيز استغلال الطاقات المتجددة والتي تعد المنطقة قطب امتياز فيها.

و أضاف ذات الأكاديمي أنه و بالرغم من وجود عديد المتعاملين في الزراعة بالمناطق الصحراوية إلا أنهم يفتقرون للتأهيل النوعي و هو ما يعرضهم لمواجهة أعباء كبيرة في هذا النشاط, حيث يراهن في هذا الصدد على دور المدرسة بمختلف تخصصاتها لمساعدتهم في إيجاد الحلول للمشكلات الفنية المتعلقة بالفلاحة الصحراوية .

ويأتي استحداث المدرسة الوطنية العليا في الفلاحة الصحراوية, التي ستفتح أبوابها مطلع الدخول الجامعي القادم 2022 / 2023 تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, والتي تجسدت في المرسوم التنفيذي رقم 21 ـ 520 الصادر في الجريدة الرسمية (عدد 97 -2021) بتاريخ 21 جمادي الأولى عام 1443هـ الموافق لـ 26 ديسمبر سنة 2021 والمتضمن إنشاء مدرسة وطنية عليا في الفلاحة الصحراوية بجامعة أدرار.