أدرار: إبراز أهمية تثمين الفقارة كمورد مائي و موروث ثقافي عريق

ودعا متدخلون خلال هذا اللقاء الذي حضره مدير المرصد الوطني للفقارة ومدير ديوان الحظيرة الثقافية “توات قورارة تديكلت” ومنتخبون محليون إلى ضرورة تثمين هذا المورد المائي القديم باعتباره أيضا تراثا ثقافيا، مؤكدين في هذا الصدد على ضرورة قيام الجمعيات بدورها في حماية هذا الموروث و تغيير ذهنيات التعامل مع الفقارة بما يساهم في استدامتها وحمايتها من الإندثار.

واقترحوا في هذا الشأن تنظيم دورة تكوينية لرؤساء جمعيات الفقارات حول الأطر القانونية المتعلقة بحمايتها ، بما يساهم في المحافظة على هذا التراث المائي العريق.

كما ثمن المشاركون مقترحات المجلس الشعبي لولاية أدرار الرامية لتدعيم الفقارات بأنقاب مائية حتى تضمن نصيبها من حقول الجلب المحيطة بها وتحافظ على منسوب مياهها لتزويد الواحات المسقية بالمياه.

وأوصى المشاركون بضرورة دعم مرصد الفقارة للقيام بدوره في الحفاظ على هذا النمط التقليدي لتوزيع المياه من حيث إشرافه على متابعة المشاريع المتعلقة بصيانة هذا المورد المائي الثمين و إعادة النظر في آليات ترميم و صيانة الفقارة لتحقيق الجدوى منها.

وفي هذا الجانب، تم التأكيد على ضرورة إدراج مرصد الفقارة كهيئة متخصصة ضمن لجان اختيار الأوعية العقارية لمختلف المشاريع من أجل التنبيه إلى مسارات آبار الفقارة و حمايتها من التصدعات و الإنهيارات و تعدي العقار عليها.

ومن جانبه، أوضح مدير مرصد الفقارة الأستاذ، بوتدارة يوسف، أن الانشغال الكبير الذي يؤرق ملاك الفقارات اليوم يتمثل في حالات التعدي التي تتعرض لها داخل العمران المحيط بها بسبب تشييد بعض المنشآت والمرافق فوقها سواء داخل المحيط العمراني أو عبر مناطق النشاط الفلاحي و الصناعي مما يعرضها لخطر التصدع و الانهيار و الجفاف كذلك.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا اللقاء مكن من رصد مختلف المشاكل والتحديات التي أبرزها ملاك الفقارة حول التهديدات التي يتعرض لها هذا المورد والتراث المائي العريق حيث ترمي هذه الخطوة كما أضاف، إلى إشراك المجتمع المدني مع السلطات المعنية في التدابير و الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لحماية الفقارة.

واستحسن المشاركون تنظيم هذه المبادرة التحسيسية التي نظمتها الجمعية الولائية للترميم و الحفاظ على الفقارة ببلدية رقان (150 كلم جنوب أدرار) وتندرج ضمن الجهود الرامية لحماية هذا الموروث المائي العريق.