لكارانتيكا تزيح المنافسين وتتصدّر قائمة “Taste Atlas” لأفضل أكلات الشوارع عالميًا

لكارانتيكا تزيح المنافسين وتتصدّر قائمة “Taste Atlas” لأفضل أكلات الشوارع عالميًا - الجزائر

في إنجاز لافت يعكس غنى المطبخ الجزائري وتنوعه، تصدّرت الأكلة الشعبية الجزائرية الشهيرة “الكارنتيكا” قائمة أفضل أكلات الشوارع في العالم، حسب تصنيف شهر أفريل 2025 الصادر عن موقع “Taste Atlas” العالمي، المختص في توثيق وتقييم الأطباق التقليدية والمأكولات المحلية حول العالم.

ونشر الموقع المتخصص تصنيفه الجديد عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، واضعًا “الكارنتيكا” في المرتبة الأولى من بين 50 طبقًا شعبيًا من مختلف بلدان العالم، متفوقة بذلك على أطباق شهيرة من آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، وهو ما يُعدّ إشادة عالمية بالذوق الجزائري الأصيل وبأحد رموز ثقافة الشارع المحلي.

أكلة شعبية بطابع عالمي

تعرف “الكارنتيكا” بأسماء متعددة حسب المناطق الجزائرية، مثل “قرنطيطة”، “الكاران”، أو “الحامي”، وهي من الأكلات التي ولدت في شوارع مدينة وهران خلال الحقبة الاستعمارية، لكنها سرعان ما أصبحت جزءًا من الهوية الغذائية الوطنية. وتُحضر هذه الأكلة ببساطة من مزيج مكوّن من الحمص المطحون (الفرينة)، الماء، البيض، الملح وزيت الزيتون، وتُخبز في الفرن حتى تتماسك وتتحمر. غالبًا ما تُقدّم “الكارنتيكا” ساخنة، وتُتبل بالكمون والهريسة الحارة، ما يمنحها مذاقًا مميزًا لا يُقاوم.

وما يميز “الكارنتيكا” أكثر هو سهولة تحضيرها وتكلفتها المنخفضة، ما جعلها في متناول الجميع، من الطبقات الفقيرة إلى المتوسطة، وأكسبها شعبية عابرة للحدود، خصوصًا وسط الجاليات الجزائرية في فرنسا، كندا، وإسبانيا.

“المحاجب” أيضًا ضمن التصنيف العالمي

ولم تكن “الكارنتيكا” وحدها التي شرفت الجزائر في التصنيف، فقد جاءت “المحاجب”، الأكلة الجزائرية التقليدية الأخرى، في المرتبة 41 عالميًا. وتُعد المحاجب رمزًا آخر من رموز المطبخ الشعبي الجزائري، حيث تحضر من رقائق العجين الرقيق المحشو بالبصل، الطماطم، والتوابل، وتُطهى على الصاج. وتلقى هذه الأكلة رواجًا كبيرًا في كل أنحاء البلاد، خاصة في الجنوب الجزائري.

اعتراف عالمي بذوق الشارع الجزائري

هذا التصنيف ليس مجرد ترتيب ذوقي، بل هو اعتراف دولي بقيمة الموروث الغذائي الجزائري وقدرته على منافسة الأكلات العالمية الأخرى، من التاكو المكسيكي إلى النودلز الآسيوي، مرورًا بالفلافل والبرغر. ويمثل تصدر “الكارنتيكا” رسالة مفادها أن المطبخ الجزائري، الذي لطالما ظل مظلومًا إعلاميًا مقارنة بنظرائه المغاربيين، يستحق تسليط الضوء عليه أكثر، والترويج له في المحافل السياحية والثقافية الدولية.

Taste Atlas: مرجع عالمي في عالم النكهات

يُعرف موقع “Taste Atlas” نفسه على أنه موسوعةٌ عالمية للنكهات، الأطباق التقليدية، المكونات المحلية، والمطاعم الأصيلة. وقد صنف أكثر من 10 آلاف نوع من الأطعمة والمشروبات، ولا يزال يعمل على دراسة وتوثيق المزيد منها. وتتميز معاييره بالدقة، حيث يستند إلى تقييمات مختصين وخبراء في فنون الطهو من مختلف دول العالم.

نحو تثمين المطبخ الجزائري عالميًا

تفتح هذه الإشادة الدولية الباب أمام مبادرات أكبر لتثمين الأكلات الجزائرية، وتسويقها دوليًا باعتبارها جزءًا من التراث الثقافي غير المادي. ويمكن للهيئات السياحية والثقافية الجزائرية أن تستثمر هذا التصنيف لإطلاق حملات ترويجية للمطبخ الجزائري، وربما التفكير في تصنيف بعض الأطباق كموروث ثقافي لدى منظمة اليونسكو.

وفي الوقت الذي تتجه فيه العديد من الدول إلى حماية مأكولاتها وتسجيلها دوليًا، تبدو الفرصة مواتية للجزائر لأن تبرز تنوعها الغني في عالم فنون الطهو، بدءًا من “الكارنتيكا”، مرورًا بـ”الكسكسي”، “الشخشوخة”، “الرفيس”، و”المثوم”، وصولًا إلى الحلويات التقليدية كـ”المقروط” و”الغريبية”.

فالنكهة الجزائرية، كما أثبت التصنيف، ليست محلية فقط، بل عالمية بكل المقاييس.

اقرأ المزيد