شهدت الجزائر عامًا استثنائيًا خلال 2024، حيث حققت إنجازات لافتة في مختلف المجالات، عززت من مكانتها على الصعيدين المحلي والدولي. نستعرض فيما يلي أبرز هذه الإنجازات:
1. الصناعة: تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير المناجم
في خطوة تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على المحروقات، باشرت الجزائر تطوير مشاريع صناعية مهيكلة، منها مشروع استغلال منجم غار جبيلات في تندوف، الذي يُعد أحد أكبر مناجم خام الحديد في العالم. كما شهدت الصناعة المحلية تطورًا لافتًا مع زيادة الصادرات غير النفطية، وتسجيل أكثر من 11 ألف مشروع استثماري بقيمة 31 مليار دولار. إضافة إلى ذلك، تم إطلاق مشاريع لتصنيع المركبات الكهربائية وتطوير الصناعات التحويلية.
2. الزراعة: شراكات دولية ومشاريع ضخمة
وقعت الجزائر اتفاقًا مع شركة “بلدنا” القطرية لإنشاء مشروع ضخم لإنتاج الحليب والأعلاف واللحوم بقيمة 3.5 مليار دولار، يغطي 50% من احتياجات البلاد. كما أطلقت بالتعاون مع إيطاليا مشروعًا لإنتاج الحبوب في تيميمون على مساحة 36 ألف هكتار، مما يعزز الأمن الغذائي الوطني. وتمت إضافة مشاريع للزراعة الصحراوية واستصلاح الأراضي باستخدام تقنيات حديثة.
3. السياحة: استقطاب الزوار وتعزيز الوجهات
شهد قطاع السياحة في الجزائر قفزة نوعية بفضل إطلاق برامج ترويجية مكثفة لاستكشاف المناطق السياحية في الصحراء الجزائرية. كما شهدت البلاد زيادة ملحوظة في عدد الزوار الأجانب، مدعومة بتحسين البنية التحتية والخدمات الفندقية. وتم تنظيم مهرجانات دولية في مناطق متنوعة، مثل تيمقاد ووادي مزاب، للترويج للإرث الثقافي والسياحي.
4. الثقافة: الزي النسوي الجزائري ضمن التراث العالمي
تمكنت الجزائر من تسجيل “الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير” ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. يشمل هذا الزي قطعًا مثل القفطان والجبّة المطرّزة التي تحمل طابعًا تقليديًا فريدًا، ما يعكس هوية المرأة الجزائرية عبر الأجيال. هذا الإنجاز يعكس الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه، ما يعزز الهوية الثقافية الوطنية. كما تم تنظيم معارض دولية للفنون والحرف التقليدية بهدف تسليط الضوء على الإبداع الجزائري.
5. الرياضة: الذهب الأولمبي والإنجازات الدولية
حققت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف إنجازًا عالميًا بتتويجها بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024، مما جعلها مصدر فخر للجزائر. كما صنعت كيليا نمور حدثًا تاريخيًا بفوزها بأول ميدالية ذهبية عربية وإفريقية وجزائرية في رياضة الجمباز، لتصبح رمزًا للإلهام في المجال الرياضي. بالإضافة إلى ذلك، حصل العداء جمال سجاتي على الميدالية البرونزية في سباق 800 متر. هذه الإنجازات تُبرز تفوق الرياضيين الجزائريين في المحافل الدولية.
6. التكنولوجيا: مشاريع رقمية وتعزيز البنية التحتية
ركزت الجزائر خلال العام على رقمنة الخدمات الحكومية وتطوير البنية التحتية التكنولوجية، مع إطلاق مشاريع كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز التعليم الرقمي في المدارس والجامعات. كما شهد العام افتتاح مراكز بحثية جديدة وتعاون مع شركات تكنولوجية عالمية لتعزيز الابتكار المحلي.
7. السياسة: مقعد في مجلس الأمن وأزمة العلاقات الفرنسية الجزائرية
بدأت الجزائر عام 2024 بشغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن، حيث قدمت مشاريع قرارات لإنهاء حرب الإبادة في غزة. كما استأنفت مبادلاتها التجارية مع إسبانيا بعد قطيعة دامت عامين، ما يُظهر قدرتها على تحقيق التوازن في علاقاتها الدولية. وفي الوقت نفسه، استمرت أزمة العلاقات الجزائرية الفرنسية بسبب قضايا تاريخية وسياسية مثل ملف الذاكرة وقضية التأشيرات، مما أدى إلى تصاعد التوترات الدبلوماسية بين البلدين.
8. الصحة: تعزيز الإنتاج الصيدلاني المحلي
شهدت الجزائر نموًا في قطاع الصحة من خلال تعزيز الإنتاج المحلي للأدوية، بما يحقق الاكتفاء الذاتي، خاصة في ظل الظروف العالمية المتغيرة. كما أُطلقت برامج لتطوير البنية التحتية الصحية في المناطق النائية. وتم توقيع شراكات مع مؤسسات دولية لتحسين جودة الخدمات الصحية وتوفير المعدات الطبية المتقدمة.
9. الاقتصاد: أضخم موازنة في تاريخ البلاد وقضية شكلاطة المرجان
مع نهاية العام، أعلنت الجزائر عن موازنة قياسية بقيمة 115 مليار دولار، ما جعلها ثالث أكبر اقتصاد في إفريقيا. يعكس هذا الإنجاز التحسن الكبير في مؤشرات الاقتصاد الكلي وتزايد الاستثمارات في القطاعات غير النفطية. كما تم إطلاق صندوق سيادي جديد لدعم المشاريع الاستراتيجية. وفي جانب آخر، تصدرت قضية شكلاطة “المرجان” المشهد الإعلامي الاقتصادي بعد الجدل الذي أثارته بين الجزائر وفرنسا. هذه القضية كشفت عن أهمية الرقابة التجارية وألقت الضوء على التحديات التي تواجه العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
10. الجيش: عرض عسكري ضخم في ذكرى الثورة
احتفلت الجزائر بالذكرى السبعين لثورتها التحريرية من خلال عرض عسكري مهيب جرى أمام الجامع الأعظم في العاصمة. هذا الحدث أظهر التلاحم بين الشعب والجيش وأبرز الاستعدادات الدفاعية للبلاد. كما تضمن استعراضًا للتطورات التكنولوجية التي أدخلت على المنظومة العسكرية الجزائرية.
تمثل هذه الإنجازات شهادة على الجهود التي تبذلها الجزائر لتحقيق التنمية الشاملة. ومع استمرار الحكومة في تنفيذ مشاريعها الطموحة، تتطلع الجزائر إلى تحقيق المزيد من النجاحات التي تعزز مكانتها على الساحة الدولية.
من الثورة إلى المقاومة.. كيف أصبح يوم القدس رمزًا عالميًا؟