في خطوة جديدة نحو تعزيز الاستثمار الصناعي وتطوير قطاع صناعة السيارات في الجزائر، استقبل والي ولاية باتنة، محمد بن مالك، وفدًا رفيع المستوى يضم الرئيس المدير العام بالنيابة لشركة “فوندال”، جنان وديع، وممثلة عن شركة “جيتور” الصينية الرائدة في مجال صناعة السيارات، السيدة آنا، في إطار التحضيرات الأخيرة لإطلاق أولى مراحل الإنتاج بمصنع الولاية.
وأكد بيان رسمي صدر عن مصالح ولاية باتنة، أن شركة “جيتور” ستشرع خلال الأيام القليلة المقبلة في تركيب سياراتها بالجزائر، وفق نظام التركيب المعروف بـ SKD (Semi Knocked Down)، على أن يتم لاحقًا الانتقال إلى نظام CKD (Completely Knocked Down)، وهو ما يعكس الرغبة في رفع مستوى التصنيع المحلي وزيادة نسبة الإدماج الصناعي تدريجيًا.
ضمان مناصب الشغل وتثمين الموارد البشرية
ومن أبرز ما جاء في البيان، تأكيد السلطات المحلية وإدارة الشركة التزامها الكامل بـ ضمان توظيف جميع العمال السابقين الذين كانوا يشتغلون في نفس المصنع قبل توقف نشاطه، إلى جانب خلق مناصب شغل جديدة لفائدة شباب المنطقة، ما سيسهم في تنشيط سوق العمل المحلي والحد من البطالة.
وأشار بيان الولاية إلى أن المصنع، الذي تم تجهيزه سابقًا بأحدث الوسائل التقنية، يتوفر على كافة المعدات التي تؤهله لمرحلة التصنيع الكامل، بما يشمل تصنيع بعض قطع الغيار محليًا، في خطوة تعتبر محورية لدعم سلسلة الإنتاج الوطنية وتقليص التبعية للاستيراد.
ارتياح الشريك الصيني وانطلاقة وشيكة
في زيارة ميدانية قادت وفد شركة “جيتور” إلى منشآت المصنع بباتنة، أعربت ممثلة الشركة، السيدة آنا، عن ارتياحها الكبير للحالة الجيدة للبنية التحتية والتجهيزات المتوفرة، مؤكدة أن الظروف مهيأة لبدء الإنتاج في أقرب الآجال.
وقالت آنا: “ما لاحظناه على أرض الواقع يعكس جاهزية فعلية للانطلاق، ونحن متحمسون لبداية هذه الشراكة الصناعية الواعدة مع الجزائر”، مبرزة أن هذه الخطوة ستكون منطلقًا لاستثمارات أوسع في السوق الجزائرية، خصوصًا مع الاستقرار القانوني والتحفيزات الحكومية الممنوحة للمستثمرين في هذا القطاع الحيوي.
مشروع صناعي بأبعاد تنموية محلية ووطنية
وتعد عودة النشاط بهذا المصنع في ولاية باتنة محطة استراتيجية في خارطة تطوير صناعة السيارات في الجزائر، تماشيا مع السياسة الاقتصادية الجديدة التي تنتهجها الحكومة الجزائرية، والرامية إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، ودعم الإنتاج المحلي، وتشجيع الشراكات الأجنبية ذات القيمة المضافة.
كما يتوقع أن يلعب المصنع دورًا مهمًا في نقل التكنولوجيا وتكوين الكفاءات الجزائرية، من خلال التعاون التقني والتدريبي مع الشريك الصيني، ما سيمنح اليد العاملة المحلية فرصًا لتطوير مهاراتها، خاصة في مجالات الهندسة الميكانيكية، الصناعات الدقيقة، والتسيير الصناعي.
نحو صناعة وطنية تنافسية
ويُعتبر دخول علامة “جيتور” الصينية للسوق الجزائرية إضافة نوعية لمشهد السيارات في البلاد، حيث من المتوقع أن تقدم الشركة نماذج حديثة وعالية الجودة بأسعار تنافسية، مستفيدة من قدرات التصنيع المحلي التي ستُخفض التكاليف، وتُعزز التوفر الدائم للسيارات وقطع الغيار.
وفي ظل المنافسة الإقليمية المتزايدة، تعول الجزائر على مثل هذه المشاريع لتحسين قدرتها التنافسية، وجعل قطاع السيارات أحد أعمدة الاقتصاد الوطني غير المعتمد على المحروقات، وهو ما يتماشى مع رؤية الجزائر 2030 للتنمية الصناعية المستدامة.
إطلاق مشروع شراكة جزائرية صينية لتصنيع قطع غيار السيارات