في خطوة تاريخية نحو تسريع التحول الرقمي وتعزيز بنية الاقتصاد الرقمي الوطني، انطلقت ظهر اليوم الخميس، بالعاصمة الجزائرية، الجلسة الرسمية للإعلان عن نتائج المزايدة المتعلقة بمنح ثلاث رخص لإنشاء واستغلال شبكات الجيل الخامس للاتصالات النقالة، وذلك بحضور ممثلين عن الحكومة والهيئات التنظيمية ومتعاملي الهاتف النقال المعتمدين في السوق الجزائرية.
جلسة علنية بحضور رسمي واسع
نُظمت هذه الجلسة من قبل سلطة ضبط البريد والاتصالات الإلكترونية، وهي الهيئة المشرفة على تنظيم قطاع الاتصالات في الجزائر، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين في الدولة، إلى جانب ممثلي شركات الهاتف النقال الثلاث: موبيليس، أوريدو، وجازي، فضلاً عن ممثلي عدد من الوزارات المعنية والمؤسسات السيادية.
وقد أتت هذه المبادرة بعد فتح الأظرفة الخاصة بالعروض يوم 22 جوان الماضي، في إطار مزايدة وطنية تهدف إلى منح تراخيص استغلال شبكات الجيل الخامس (5G)، والتي تمثل قفزة نوعية نحو دعم البنية التحتية الرقمية وتحفيز الابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
رئيس السلطة التنظيمية: “الجيل الخامس انطلاقة لمرحلة جديدة”
في كلمة ألقاها خلال افتتاح الجلسة، صرّح رئيس مجلس سلطة ضبط البريد والاتصالات الإلكترونية، محمد الهادي حناشي، قائلاً:
“إن هذا الحدث يُشكل انطلاقة حقيقية نحو مرحلة جديدة من التقدم التكنولوجي والاقتصادي في الجزائر، وهو يعكس التزام الدولة بتوفير أفضل الخدمات الرقمية لمواطنيها ومواكبة التغيرات التكنولوجية العالمية.”
كما شدد حناشي على أهمية التحول الرقمي كخيار استراتيجي للبلاد، قائلاً:
“نحن لا نمنح رخص اتصالات فقط، بل نمنح أدوات لبناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار والسرعة في نقل البيانات.”
الجيل الخامس: ركيزة التحول الرقمي والاقتصاد الذكي
يمثل إدماج تكنولوجيا الجيل الخامس في الجزائر نقطة تحول محورية نحو تحديث البنية التحتية الرقمية للبلاد، خاصة في القطاعات الحيوية كالصناعة، الصحة، النقل، والتعليم، ما يساهم في تمكين التحول نحو اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي.
ومن المنتظر أن توفر شبكات الجيل الخامس سرعات اتصال تفوق نظيراتها من الجيل الرابع بعشر مرات على الأقل، مما سيسمح للمؤسسات والمواطنين على حد سواء بالاستفادة من خدمات ذات جودة عالية في مجالات مختلفة، كالبث الفوري، العمل عن بُعد، التطبيقات الذكية، والمدن الذكية.
مزايا اقتصادية واستثمارية مرتقبة
يشكل إطلاق الجيل الخامس في الجزائر فرصة حقيقية لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، إلى جانب تحفيز المؤسسات الناشئة على ابتكار حلول جديدة في مجالات البيانات الضخمة، الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء (IoT).
وفي هذا السياق، أكدت مصادر من سلطة الضبط أن الرخص الثلاث الممنوحة ستُرافق بخارطة طريق تقنية وتشريعية، لضمان دخول فعلي وفعّال للتكنولوجيا الجديدة في السوق الوطنية، مع مراعاة المعايير الدولية في الأمن السيبراني وحماية البيانات.
الجزائر تضع قدميها في سباق الجيل الخامس إقليمياً
بهذا الإعلان الرسمي، تنضم الجزائر إلى قائمة الدول التي تبنت تكنولوجيا 5G في منطقة شمال إفريقيا، مما يعزز موقعها كمحور رقمي إقليمي قادر على تقديم خدمات اتصالات متقدمة تنافس إقليمياً ودولياً، وهو ما يتماشى مع رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لجعل الرقمنة ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
يشكل الإعلان عن نتائج مزايدة رخص الجيل الخامس لحظة فارقة في مسار الجزائر الرقمي، ويؤشر إلى نقلة نوعية في مستوى الخدمات التكنولوجية والبنية التحتية الرقمية، التي سيكون لها بالغ الأثر في الحياة اليومية للمواطن، وفي البيئة الاستثمارية للمؤسسات، ما يجعل من هذا الحدث انطلاقة حقيقية نحو مستقبل رقمي واعد.
ممثلوا الشركات الفائزة برخص الاستكشاف يشيدون بمناخ الاستثمار في الجزائر