الجزائر تستعد لدخول مصانع سيارات جديدة حيز الإنتاج قريبًا

أعلن وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، في جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني، عن تطورات جديدة تتعلق بملف صناعة السيارات في الجزائر. حيث أشار الوزير إلى قرب دخول عدد من المصانع حيز الإنتاج، مما يبشر بانتعاش هذا القطاع الحيوي.

أزمة ندرة السيارات في السوق الجزائرية

في إجابته على أسئلة النواب، أشار عون إلى أن إحدى القضايا الأساسية التي تواجه السوق الجزائرية هي ندرة السيارات، موضحًا أن هذا الوضع يرجع إلى عدة أسباب. إذ يشير إلى ضرورة معالجة هذه المسألة بشكل جدي من أجل تلبية احتياجات المواطنين والمستهلكين في السوق.

وأوضح الوزير أن الحكومة تعمل وفقًا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لخلق صناعة حقيقية ومستدامة للسيارات في الجزائر. وقد تمثل ذلك في إطلاق مصنع “فيات” الذي يعد من أوائل المصانع التي دخلت السوق الجزائرية.

دعم الحكومة لمصنع “فيات”

خلال حديثه، أكد عون أن الحكومة قدّمت دعمًا كبيرًا لمصنع “فيات” في وهران، وذلك بهدف تعزيز صناعة السيارات الوطنية. وذكر الوزير أن المصنع بدأ في إنتاج نوعين من السيارات المطلوبة في السوق الجزائرية، مما يُعزز من تنوع الخيارات المتاحة للمستهلكين.

وفي تفاصيل الإنتاج، ذكر الوزير أن المصنع حاليًا ينتج حوالي 4 سيارات من طراز “فيات 500” في الساعة، بالإضافة إلى 13 سيارة من طراز “دوبلو” في الساعة. هذه الأرقام تعكس قدرة المصنع على تلبية احتياجات السوق المحلية، وتعكس أيضًا التزام الحكومة بتطوير هذا القطاع.

تعزيز الإنتاج والزيادة المتوقعة

في إطار تعزيز الإنتاج، أشار الوزير إلى أنه تم الاتفاق مع إدارة المصنع على تنصيب فرقة رابعة، مما سيسهم في تكثيف عمليات الإنتاج. وأكد أن كمية الإنتاج ستزداد مع حلول نهاية شهر نوفمبر، مما سيكون له تأثير إيجابي على تلبية احتياجات السوق.

كما أوضح الوزير أن هناك عددًا من المصانع الأخرى ستدخل حيز الإنتاج قريبًا، مما يبشر بانتعاش السوق المحلية وتحسين توفر السيارات.

رؤية مستقبلية لصناعة السيارات في الجزائر

تُظهر هذه التطورات في قطاع السيارات في الجزائر التزام الحكومة بتحقيق رؤية واضحة لإنشاء صناعة وطنية قوية. ويعكس الدعم المقدم للمصنعين المحليين التوجه نحو الاعتماد على الذات في مجال الإنتاج، مما سيعزز من الاستقلال الاقتصادي للبلاد.

إن وجود مصانع جديدة وتحسين الإنتاج المحلي سيساهمان في تحسين الاقتصاد الوطني، وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين، بالإضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية للسيارات الجزائرية في السوقين المحلية والدولية.

إن تصريحات وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني تعكس جهود الحكومة الجزائرية نحو تحقيق اكتفاء ذاتي في مجال صناعة السيارات، حيث يسعى المسؤولون إلى معالجة أزمة ندرة السيارات في السوق من خلال دعم المصانع وتطوير البنية التحتية لهذا القطاع. ومع دخول مزيد من المصانع حيز الإنتاج، فإن آفاق صناعة السيارات في الجزائر تبدو واعدة، مما قد يساهم في خلق سوق محلية مزدهرة تلبي احتياجات المواطنين.