حققت الجزائر نجاحًا كبيرًا في مجال تصدير الغاز إلى إسبانيا في عام 2024، حيث تصدرت قائمة أكبر مصدري الغاز إلى الدولة الأوروبية بنسبة 38.5%، لتؤكد مكانتها القوية في سوق الطاقة العالمية للعام الثاني على التوالي. هذا الإنجاز يعكس تعزيز الجزائر لدورها كمورد رئيسي للغاز في ظل التغيرات العالمية.
صادرات الغاز الجزائرية إلى إسبانيا: أرقام قياسية
وفقًا لبيانات منصة “الطاقة” المتخصصة في مجال الطاقة، بلغت الصادرات الجزائرية من الغاز إلى إسبانيا 131.2 تيراواط/ساعة في 2024، بزيادة ملحوظة مقارنة بـ116.3 تيراواط/ساعة في العام 2023. كما يظهر التقرير أن الجزائر قد نجحت في الحفاظ على مكانتها البارزة، حيث شكلت الصادرات الغازية إليها 38.5% من إجمالي واردات إسبانيا، ما جعلها تحتفظ بالصدارة في هذا المجال للعام الثاني على التوالي.
إن هذه الأرقام تؤكد القدرة التنافسية للجزائر في قطاع الطاقة، خاصة في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا بمصادر الطاقة المتجددة، بينما تظل الغاز الطبيعي أحد أبرز الخيارات بالنسبة للدول الأوروبية التي تسعى إلى تأمين إمدادات الطاقة الخاصة بها.
انخفاض إجمالي واردات إسبانيا من الغاز
من جهة أخرى، تشير نفس البيانات إلى انخفاض في إجمالي واردات إسبانيا من الغاز بنسبة 14.7% في 2024 مقارنة بالعام السابق، حيث تراجعت الكميات المستوردة من 398.0 تيراواط/ساعة في 2023 إلى 339.4 تيراواط/ساعة في 2024. هذا الانخفاض جاء نتيجة تزايد الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال، الذي مثل حوالي 60.3% من إجمالي واردات الغاز في إسبانيا، في حين تراجعت حصة الغاز الطبيعي التقليدي إلى 39.7%.
ورغم هذا التراجع، بقيت الجزائر في طليعة الموردين للغاز الإسباني، معتمدة على استراتيجيتها المتنوعة التي تشمل الغاز المسال والنقل عبر الأنابيب.
تطور مكانة الجزائر في سوق الغاز العالمي
تستمر الجزائر في تعزيز مكانتها كأحد أكبر موردي الغاز في المنطقة، مع تسجيلها أرقامًا إيجابية في مجالات التصدير. ففي نفس السياق، تشير الإحصائيات إلى أن الغاز الجزائري استحوذ على 38.5% من إجمالي الواردات الإسبانية في 2024، متفوقة بذلك على منافسيها التقليديين، مثل روسيا والولايات المتحدة.
احتلت روسيا المرتبة الثانية بعد الجزائر، بنسبة 21.3%، بإجمالي 72.0 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، وهو ما يعكس ثباتًا في مستوى صادراتها إلى إسبانيا، رغم التحديات التي تواجهها على خلفية الأزمة الأوكرانية.
أما الغاز المسال الأمريكي فقد تراجع بشكل حاد إلى المرتبة الثالثة بنسبة 16.6%، بإجمالي 55.4 تيراواط/ساعة، في انخفاض ملحوظ مقارنة بـ83.9 تيراواط/ساعة في 2023 و128.8 تيراواط/ساعة في 2022، عندما كانت الولايات المتحدة تصدّر الغاز إلى إسبانيا بأرقام قياسية.
استثمارات جزائرية لتعزيز القدرة التصديرية
في إطار تعزيز قدرتها التصديرية، تواصل الجزائر استثمارها في تطوير بنيتها التحتية للطاقة. المشاريع الضخمة التي يتم تنفيذها في مجال الغاز الطبيعي المسال وحقل الغاز الجافورة في السعودية تعكس هذا الاتجاه، حيث من المتوقع أن تسهم هذه المشروعات بشكل كبير في زيادة قدرة الجزائر على تصدير الغاز في المستقبل.
تأثيرات استراتيجية الغاز على الاقتصاد الجزائري
يعتبر قطاع الغاز في الجزائر محركًا رئيسيًا للاقتصاد الوطني، حيث تشكل عائدات الغاز الطبيعي والمسال مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة. ومع زيادة الطلب العالمي على الغاز، خصوصًا من دول الاتحاد الأوروبي، فإن الجزائر قد تمكنت من تعزيز موقعها الاستراتيجي في السوق الدولية.
وتستعد الجزائر للاستفادة من هذه التطورات عبر تعزيز صادراتها في السنوات القادمة، مع التركيز على زيادة القدرة الإنتاجية وتقوية العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي.
في الختام، تعكس البيانات المتوفرة أن الجزائر قد رسخت مكانتها كأحد أهم مصدري الغاز إلى إسبانيا، ما يعزز دورها في تعزيز الشراكة الاقتصادية مع أوروبا. ومع استمرار تزايد الطلب العالمي على الغاز، تبقى الجزائر في موقع قوي يمكّنها من المساهمة الفعالة في تأمين إمدادات الطاقة للمنطقة الأوروبية.
شاهد الجزائر تتفوق على تونس في ترتيب الفيفا 😍