في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، قامت إيران يوم أمس بإطلاق حوالي 250 صاروخًا باليستيًا باتجاه مواقع الاحتلال الصهيوني، في تنفيذٍ لوعيدها الذي أعلنته ردًا على اغتيال الاحتلال لرئيس حركة “حماس” الشهيد إسماعيل هنية، الذي استشهد في 31 يوليو الماضي، بالعاصمة الإيرانية طهران. يأتي هذا الهجوم أيضًا بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال غارة صهيونية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم السبت الماضي.
تفاصيل الهجوم الصاروخي
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن الحرس الثوري الإيراني قد أطلق عشرات الصواريخ على أهداف تابعة للكيان الصهيوني، حيث جاء في بيان الحرس الثوري: “لقد استهدفنا قلب الأراضي المحتلة ردًا على استشهاد إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله والشهيد نيلفوروشان”.
وأضاف البيان أن “الهجوم الصاروخي جاء بدعمٍ كامل من الجيش ووزارة الدفاع، وقد تمت الموافقة عليه من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي”. وأوضح المصدر أن أي رد عسكري من قبل الكيان الصهيوني على هذه الهجمات سيقابل بمزيد من الهجمات التدميرية، مؤكدًا أن “هذه هي الموجة الأولى من الهجمات على الأراضي المحتلة”.
أبعاد التوتر الإقليمي
هذا التصعيد يأتي في ظل حالة من التوتر المتزايد في المنطقة، حيث يشهد الشرق الأوسط العديد من الصراعات والنزاعات، ويمثل الهجوم الإيراني الأخير دليلاً على تصاعد حدة التوترات بين إيران والكيان الصهيوني. فإيران، التي تعتبر الكيان الصهيوني عدوًا تاريخيًا، تسعى من خلال هذه العمليات العسكرية إلى تعزيز موقفها الإقليمي وإظهار قدرتها على الرد على أي اعتداءات تستهدفها أو تستهدف حلفاءها في المنطقة.
وقد اعتبرت مصادر عسكرية أن هذا الهجوم يحمل دلالات قوية حول قدرة إيران على توجيه ضربات مباشرة ضد أهداف استراتيجية في العمق الإسرائيلي، وهو ما قد يغير من قواعد اللعبة في المنطقة، خاصةً في ظل تنامي القدرات العسكرية الإيرانية في السنوات الأخيرة.
ردود الفعل الدولية
من جانبها، أثارت هذه الهجمات ردود فعل متباينة من قبل الدول المعنية. فقد أبدت بعض الدول قلقها من تصاعد الأعمال العسكرية في المنطقة، محذرةً من أن مثل هذه الأعمال قد تؤدي إلى اندلاع صراع واسع النطاق يضر بالأمن والاستقرار الإقليمي. في حين أكدت دول أخرى دعمها لإيران وحقها في الدفاع عن نفسها.
في المقابل، يحذر المراقبون من أن أي تصعيد آخر قد يؤدي إلى ردود فعل عسكرية أكبر من الكيان الصهيوني، مما يعيد خلط الأوراق في المنطقة، خاصةً مع وجود تحالفات جديدة بدأت تتشكل مؤخرًا بين عدة دول في الشرق الأوسط.
ما بين الصراع اسرائيل وايران